"العلاج بالطيور" فرصة للراحة

09 يناير 2023
الطيور تلاطف الإنسان لـ"إنقاذه" من الهموم (هيو فيرغلوف/ Getty)
+ الخط -

يؤكد تقرير نشره موقع "سايكولوجي توداي" أن سماع الطيور أو مشاهدتها مرات في اليوم يؤثران على رفاهية الناس وشعورهم بالراحة. وبالتأكيد يملك البعض فرص الوجود في الطبيعة أو التنزه مشياً أو الجلوس على مقاعد خارج المنزل، أو الانخراط في أنشطة في الهواء الطلق، وأيضاً العمل في أماكن هادئة محاطة بالخضار حيث تتدفق أصوات الطيور المغردة من النوافذ. أما آخرون فلا يحظون بفرص رؤية الطيور وسماعها بسبب عيشهم في بلدات مزدحمة تحيط بها مبانٍ صنعها الإنسان وأصوات حركة المرور.
تتذكر كاتبة التقرير يولانتا بورك أنها عانت من أوقات عصيبة حين كانت مراهقة بسبب مرض أمها ومكوثها أشهراً في المستشفى، فعاشت في قلق شديد ولم تستطع النوم وتناول الطعام والدراسة، بعدما تولت واجبات المنزل وتحملت مسؤولية نفسها. 
ومن أجل منحها بعض الراحة نقلتها عمتها إلى كوخ صغير في غابة لمدة أسبوع، وشجعتها على التواصل مع الطبيعة واستجماع قوتها للاستمرار، فاعتقدت في البدء بأن الفكرة سيئة خصوصاً أن أمها كانت في حاجة إليها، لكن التجربة أحدثت فارقاً كبيراً في صحتها العقلية... و"فعلت الطيور الكثير".
وتكتب أنها حين كانت تستيقظ مبكراً ولا تستطيع العودة إلى النوم، كانت تذهب إلى الغابة وتستمع إلى الطيور التي كانت تغني بنبرات مختلفة، وكانت بعضها ودودة وأخرى عدوانية. 

وتشير إلى أنها كانت ترى الريش الملون للطيور التي ترفرف برشاقة، وتشاهد إطعامها صغارها وجلوسها على الأغصان، واستمتاعها برفقة بعضها بعضاً. وحين كان يحدث ذلك لم تكن تفكر في أي شيء، فعاشت حالة من اليقظة الكاملة ساعدتها في نسيان مشاكلها مؤقتاً.
وتروي أنها عادت إلى المنزل بمنظور مختلف، واستراحت وشعرت بأعراض أقل للاكتئاب، ثم أصبح هذا الأسبوع عاملاً محفزاً لتغيير حياتها، إذ اتصلت بأفراد عائلتها لطلب مساعدتهم، والتقت مدير مدرستها الذي طالبته بالتعامل بلطف مع واجباتها، وتعلّق: "أنقذتني الطيور حين كنت في أمسّ الحاجة إليها".
ووجدت دراسة حديثة شملت 1292 شخصاً أن سماع الطيور حسّن صحتهم سواء عانوا من أعراض اكتئاب أم لا. واستنتجت أنه رغم أن الرفاه المؤقت يبدو غير مهم للوهلة الأولى، لكنه يوفر دائماً تغييرات كبيرة تولّد عواطف إيجابية وبناءّة.
وفيما يعتبر كثيرون شهر يناير/ كانون الثاني أكثر شهور السنة كآبة، ينصح باحثون بتجربة "العلاج بالطيور" عبر البحث عن أماكن توجد فيها، و"هو مجاني، علماً أنه يمكن العثور على أصوات الطيور في الإنترنت لجعلها تحسن الصحة".

المساهمون