العطش يحاصر النازحين في رفح: طوابير طويلة من أجل شربة ماء

22 مارس 2024
طوابير طويلة لساعات من أجل الحصول على مياه الشرب (سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عشرات النازحين في رفح، جنوبي قطاع غزة، يصطفون لساعات في طوابير طويلة للحصول على مياه الشرب وسط أزمة حادة في الماء بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر، مما فاقم معاناتهم بشكل كبير.
- إسرائيل قطعت إمدادات الماء والكهرباء والوقود عن نحو 2.3 مليون فلسطيني في غزة، ما أدى إلى تدهور الأوضاع وتفاقم الأزمات، بينما سمحت بدخول مساعدات إنسانية محدودة بعد ضغوط دولية.
- النازحون يعانون من نقص حاد في المياه، حيث تصل المياه الملوثة وغير الصالحة للشرب فقط، مما يزيد من انتشار الأمراض ويفاقم الأزمات الإنسانية في ظل الحرب المدمرة التي خلفت آلاف الضحايا ودماراً هائلاً بالبنية التحتية.

يصطف عشرات النازحين في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، في طوابير طويلة لساعات من أجل الحصول على مياه الشرب، مع استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وتشهد مدينةُ رفح أزمةً حادةً في الماء، وهو ما فاقم معاناة النازحين، وأصبحت مسألةُ الحصول عليه أمرًا صعبًا للغاية بسبب نفاد الوقود وتضرر مرافق المياه جراء القصف الإسرائيلي.

ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على قطاع غزة، قطعت إسرائيل إمدادات الماء والكهرباء والوقود عن نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع متدهورة للغاية وأزمات متفاقمة جراء حصار متواصل منذ 17 عامًا.

وبعد ضغوط أممية ودولية، سمحت إسرائيل بدخول مساعدات إنسانية محدودة جدا إلى غزة، من بينها الوقود للاحتياجات الإنسانية فقط.

مياه ملوثة

وتشتكي النازحة أم علاء من صعوبة الأوضاع المعيشية وتقول إنها "فوق تصور العقل البشري"، في ظل استمرار الحرب المدمرة.

وتشير أم علاء، التي فضلت عدم ذكر اسمها كاملا، في حديث لمراسل الأناضول، إلى أن أزمة النقص الحاد في المياه برفح تفاقم معاناة النازحين بشكل لا يوصف.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وتقول: "حتى المياه إذا توفرت فهي ملوثة وغير صالحة للشرب، وتحتوي على جراثيم والكثير من الشوائب".

وتستغرب أم علاء صمت العالم أجمع تجاه جرائم الحرب والإبادة الجماعية المرتكبة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ناهيك عن أزمتي المياه والغذاء.

وتضيف: "يكفي ظلماً، نحن لا نعرف النوم ولا نأكل ولا نشرب بشكل طبيعي، نحن لا نعرف أي معنى للحياة ومعاناتنا تتفاقم يومياً".

وتعتبر رفح حالياً من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في قطاع غزة، بعد إجبار الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين من سكان شمال ووسط وجنوب القطاع على النزوح إليها، حيث يوجد فيها حاليا نحو 1.4 مليون فلسطيني، حسب بيانات أممية وفلسطينية.

ولا تختلف معاناة أم مجدي سالم عن سابقتها مع أزمة نقص المياه، وتقول لمراسل الأناضول: "نحن نعاني من النقص الحاد في المياه".

وتوضح سالم أن الحصول على المياه العذبة يحتاج إلى الوقوف يومياً في طوابير طويلة لساعات حتى يتمكن الشخص من تعبئة غالون واحد فقط.

وتضيف: "المياه ذات الاستخدامات الأخرى مثل الاستحمام وغسل الثياب تصلنا مرة واحدة فقط كل 10 أيام عبر خطوط البلدية".

وتنتشر الأمراض في صفوف النازحين والمواطنين بسبب انخفاض مستوى النظافة الشخصية جراء النقص الحاد في المياه، وفق سالم.

وتشير إلى الأزمات الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، وفي مقدمتها النقص الحاد في مقومات الحياة الأساسية كالمياه والطعام وخاصة الطحين والسكر.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية ومجاعة بعدد من المناطق، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

(الأناضول)

المساهمون