كشف مسؤول بيئي عراقي عن أرقام جديدة لإصابات السرطان في محافظة البصرة، جنوبي البلاد، بسبب عمليات الإنتاج والاستخراج النفطي التي تتم بالمحافظة التي تصنّف ضمن الأعلى تلوثاً في البلاد.
وقال مدير دائرة البيئة في جنوب العراق، وليد حميد، إنّ إحصائيات وزارة الصحة أوضحت تسجيل 2000 إصابة بالسرطان سنوياً، بسبب الشعلات النفطية التي تطلق غازات سامة في الهواء. وأشار حميد إلى أنّ الغازات السامة المستخرجة تؤدي إلى إصابات مباشرة بسرطان الرئة، وأنواع أخرى من هذا المرض الخطير، مشدداً في تصريح صحافي على "ضرورة التزام الشركات النفطية المستخرجة بالمنظومات والضوابط البيئية والصحية المعتمدة، ومراعاة المعايير الصحية، من أجل السيطرة على انتشار الأمراض".
والشعلات النفطية هي عملية إحراق الغاز المصاحب للنفط خلال عملية الاستخراج، إذ إنّ العراق ما زال عاجزاً عن استثمار الغاز في قطاع الإنتاج والتصدير منذ سنوات طويلة، ما يدفعه إلى إحراق الغاز المصاحب للنفط من خلال أعمدة الانبعاث المثبتة على الآبار النفطية.
وقال مسؤول في دائرة الصحة بالبصرة إنّ أعداد المصابين بالسرطان في المحافظة تزايدت خلال الفترة الأخيرة بشكل مقلق، موضحاً لـ "العربي الجديد" أنّ تقارير المختصّين أظهرت أنّ أسباب هذه الزيادة تعود للغازات السامة المنبعثة من الحقول النفطية، والمخلفات الحربية.
وأشار إلى أنّ استخراج النفط يتمّ بشكل خاطئ في حقول البصرة، دون مراعاة للمخاطر التي يتسبّب بها على حياة وصحة المواطنين، وخصوصاً الأطفال الذين يمثلّون نسبة كبيرة من المصابين بالسرطان في المحافظة.
واحتلّ العراق خلال السنوات الأربع الماضية المرتبة الثانية على مستوى العالم بين أعلى الدول إحراقاً للغاز الطبيعي، وفقاً لتقارير دولية.
يذكر أنّ عضو الجمعية الملكية البريطانية للأطباء وعالم الأورام، جواد العلكي، كان قد أكّد في وصف البصرة في وقت سابق بأنها "هيروشيما أخرى"، موضحاً أنّ الإصابة بالسرطان أصبحت خطراً يهدد أكثر من 40% من سكّان البصرة.
كما حذّر مدير مفوضية حقوق الإنسان في البصرة، مهدي التميمي، العام الماضي، من الآثار السلبية التي تخلّفها الغازات المنبعثة جرّاء استخراج النفط، والتي تسبّبت بإصابة المئات من المواطنين القريبين من الحقول النفطية في البصرة بالسرطان، مؤكداً أنّ المفوضية أشرفت على إعداد تقارير الخاصة بظاهرة التلوث البيئي، وأثره على الإنسان وصحته في المحافظة.
وأضاف التميمي أنّ تلك التقارير أشارت إلى أنّ الغازات المنبعثة من استخراج النفط عرّضت أبناء البصرة للإصابة بالسرطان، مضيفاً أنّ "المواطنين الذين يسكنون بالقرب من مناطق الاستخراج قد تعرّضوا إلى الضرر والتلوث أكثر من غيرهم".
وكان معدل الإصابات الشهرية بالسرطان في البصرة يتراوح بين 400 و500 حالة، بين عامي 2015 و2017، قبل أن يرتفع العدد إلى الضعف تقريباً عامي 2018 و2019 اللذين شهدا تسجيل ما بين 750 و900 إصابة شهرية، بحسب تقارير طبية عراقية.