يعتزم العراق مناقشة ملفّ قطع إيران روافد المياه الواصلة إليه والذي يتسبّب له في أزمة جفاف غير مسبوقة منذ سنوات عدّة، وذلك في مؤتمر إقليمي للمياه سيُعقَد في طهران قريباً. يأتي ذلك وسط أمل بأن يكون للمؤتمر أثر في التخفيف من أزمة المياه التي تعانيها البلاد.
وبحسب ما قال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية علي راضي، فإنّ "إيران ستستضيف، في شهر فبراير/ شباط المقبل، المؤتمر الإقليمي للمياه الحضرية"، مؤكداً في تصريحات للصحافيين بالعاصمة بغداد، اليوم الجمعة، أنّ "العراق سيحضر المؤتمر بوفد رفيع المستوى".
أضاف راضي أنّه "لم يتمّ تحديد تاريخ انعقاد المؤتمر الإقليمي واللقاءات التي ستُعقَد بين العراق وإيران على هامشه بعد"، لافتاً إلى أنّ "أحد الملفات التي سيناقشها الوفد العراقي في المؤتمر هو ملف حصة العراق من المياه الواردة من الأنهر المشتركة مع إيران".
ويحاول العراق مواجهة أزمة المياه الخانقة من خلال الاستفادة من مياه الأمطار. وقد أفادت وزارة الموارد المائية في بيان بأنّ "الأمطار (هطلت أوّل من أمس) ستسهم في تعزيز تصاريف نهر دجلة وإيصالها إلى المحافظات الجنوبية لتلبية المتطلبات كافة، خصوصاً الرية الثانية من الزراعة الشتوية، وتأمين المياه للمناطق التي عانت من الشح المائي، وتعزيز هور الحويزة والأهوار الوسطى وهور أبو زرك، وتحسين بيئة شط العرب".
أضافت الوزارة في بيانها نفسه أنّ "معدّل هطول الأمطار في محافظة ديالى بلغ 22 مليمتراً"، مبيّنة أنّه "نتجت من هذه الأمطار سيول في اتجاه بحيرة سد حمرين ستتمّ الاستفادة منها في تعزيز الخزين المائي للسدّ. أمّا بالنسبة إلى الجانب الشرقي من البلاد، فسوف ترد سيول من إيران في الأنهر المشتركة معها في محافظتَي واسط وميسان، والتي ستتمّ أيضاً الاستفادة منها في تعزيز واقع الأهوار العراقية".
وأوضحت الوزارة أنّ السيول تشكّلت في وديان المنطقة الغربية من البلاد، وقد عزّز قسم من هذه السيول تصاريف نهر الفرات فيما القسم الآخر توجّه نحو بحيرتَي الحبانية والرزازة. كذلك ستتمّ الاستفادة من مياه الأمطار التي هطلت في محافظات الأنبار وبابل والنجف والمثنى بهدف "تعزيز الإطلاقات المائية في نهر الفرات في اتجاه أهوار الحمّار والأهوار الوسطى التي عانت من الشحّ خلال الفترة الماضية"، لافتة إلى أنّ "كميات الأمطار في سدّة الرمادي بلغت 30 مليمتراً وفي سدّة الكوفة 20 مليمتراً".
وتابعت وزارة الموارد المائية أنّ "موجة الأمطار والسيول أدّت إلى تخفيف الضغط عن الاستهلاكات والمياه السطحية، ما أعطى المرونة للوزارة بتطبيق خططها للإطلاقات المائية للمحافظة على الخزين المائي لتأمين الاحتياجات كافة ولجميع المحافظات"، مشيرة إلى أنّه "تمّ الإيعاز الى دوائر الوزارة كافة لغرض التعاون مع دوائر البلديات في المحافظات كافة لفكّ الاختناقات الحاصلة نتيجة الأمطار".
وكان العراق قد قلّص مساحة الأراضي المشمولة في الخطة الزراعية الموسمية الى النصف، فيما استُبعدت محافظات معيّنة من الخطة بشكل كامل، بسبب موجة جفاف غير مسبوقة تعاني منها البلاد، منذ أعوام عدّة نتيجة قطع إيران روافد نهر دجلة وتقليل تركيا حصة المياه العراقية. وقد لوّحت الحكومات العراقية السابقة مرات عدّة باللجوء إلى المؤسسات الدولية للحصول على المياه من إيران، وفقاً لاتفاقيات تقاسم المياه، إلا أنّها لم تخطُ أيّ خطوة نحو تدويل الملف على الرغم من رفض إيران أيّ حلول يطرحها العراق.