يتصدر العراق قائمة الدول العربية الأكثر تضرراً بفيروس كورونا، إذ يقترب من تسجيل نصف مليون إصابة، مع أكثر من 11 ألف حالة وفاة منذ ظهور الوباء في البلاد منتصف فبراير/شباط الماضي. وفي الوقت الذي يشكك مختصون بالأرقام الصادرة عن وزارة الصحة معتبرين إياها أقل بكثير من الواقع، تؤكد الوزارة أن نسبة الإصابات مستقرة ولا تتوقع موجة ثانية من الإصابات.
وسجلت المحافظات العراقية، للأسبوع الثالث على التوالي، إصابات عالية بلغ مجموعها اليومي ما بين 4 آلاف و4 آلاف و500 إصابة يومية وبمعدل وفيات بلغ نحو 70 حالة وفاة في اليوم الواحد.
وبحسب آخر بيان لوزارة الصحة العراقية، فقد بلغ مجموع الإصابات الكلي في العراق لغاية مساء أمس الخميس 489 ألفا و571 إصابة، بينما توفي حسب وزارة الصحة العراقية 11 ألفا و175 مصابا، في وقت تؤكد إحصائية الوزارة أن عدد المتعافين بلغ 420 ألفا و206 أشخاص في عموم مدن البلاد بما فيها إقليم كردستان.
الموقف الوبائي اليومي لجائحة كورونا في العراق ليوم الخميس الموافق ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٠ pic.twitter.com/bqx4D6CIJf
— Sahtak Aham-SA- صحتك أهم (@asahtak) November 5, 2020
وتعليقا على الارتفاع الجديد في معدل الإصابات تواصل وزارة الصحة التقليل من شأنها، رغم العجز الواضح وسوء الخدمات المقدمة في المستشفيات الحكومية، إذ اعتبر وزير الصحة، حسن التميمي، أن "نسبة الإصابات بفيروس كورونا مستقرة"، مؤكدا أن السلطات الصحية أجرت 3 ملايين فحص للمواطنين لغاية الآن.
ونقلت محطة تلفزيون "العراقية"، المملوكة للحكومة، عن التميمي قوله إن "العراق ما زال في الموجة الأولى من فيروس كورونا، لكن نسبة الإصابات مستقرة ولا نتوقع حدوث موجة ثانية لكورونا". ملقيا باللوم على ما وصفه بعدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية بكونها وراء ارتفاع الإصابات.
ورفعت السلطات إجراءات الغلق التي فرضتها في البلاد قبل نحو شهرين، وذلك عقب موجة تنديد واسعة بعجز الحكومة عن صرف مساعدات للمتضررين من القطاع الخاص، إذ قدر عددهم بأكثر من 12 مليون عراقي، غالبيتهم من أصحاب الأجور اليومية، ما دفع الحكومة إلى إعادة فتح المطاعم والأسواق التجارية وخطوط النقل العام وأنشطة تجارية مختلفة.
قام مكتب الشؤون الفنية فرع صلاح الدين من الموظفين والمتطوعين بتنفيذ حملة تعفير وتطهير وتوعية صحية وتوزيع فولدرات ولصق بوسترات عن فيروس كورونا في محافظة صلاح الدين pic.twitter.com/arVHN78JsB
— الهلال الاحمر العراق (@iraqircs) November 5, 2020
ويتوقع مختصون أن عدد الإصابات المعلن من قبل الوزارة بشكل يومي أقل بكثير من الحقيقي. ووفقا للدكتور أحمد السوداني عضو نقابة الأطباء العراقيين، فإن الحديث عن ضعف التزام العراقيين بإجراءات السلامة ينبغي أن يواجه بسؤال عن ارتفاع عدد الوفيات الذين يقضون في المستشفيات، فالعراق الأول أيضا في عدد الوفيات.
ويضيف السوداني لـ"العربي الجديد"، أنه لا يمكن إلقاء اللوم دوما على المواطن من قبل الحكومة، فحبسه في المنزل لعدة أشهر من دون منحه مصدر دخل أو مساعدة ثم إذا ما خرج للشارع بحثا عن رزقه تتهمه بعدم الالتزام بالتباعد والإجراءات الصحية، متهما وزارة الصحة بالفشل في إنقاذ الكثير من المصابين الذين توفوا، فضلا عن فشلها في توحيد بروتوكول واحد للعلاج بين المستشفيات.
مؤكدا أن نقص الأوكسجين في عدد من المستشفيات وضعف وسائل حماية الأطباء العاملين فيها أحد أبرز وجوه التقصير الحكومي في التعامل مع الجائحة، لافتا إلى أن العراق يسجل يوميا ما لا يقل عن 18 ألف إصابة، لكن عمليا الوزارة لا قدرة لديها على الفحص، وكثير من العائلات تصاب ولا تذهب للفحص، فيكفي فقدانها حاستي الشم والتذوق للتأكد من ذلك ولا تحتاج لعلاج وبعضهم يحتاج ويتعالج بالمنازل لأنها أكثر راحة من المستشفيات.