أعادت السلطات العراقية، الاثنين، 24 عائلة عراقية من مخيم الهول السوري، بعد إعادة تأهيلها وثبوت عدم وجود مؤشرات أمنية عليها، مؤكدة أن العوائل العائدة لا توجد عليها أية مؤشرات أمنية.
ووفقاً لوكيل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، كريم النوري، فإن "العراق نجح بتشكيل لجنة حكومية أمنية لدراسة ملفات العراقيين داخل مخيم الهول السوري، وفرز من ليس عليهم ملفات أمنية وقضائية"، مؤكداً "أرجعنا خلال الفترة السابقة 453 عائلة ممن لا توجد عليها مؤشرات إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى".
وأضاف: "تم اليوم إعادة 24 عائلة جديدة للعراق، وتحديداً لمحافظة الأنبار بعد إعادة تأهيلها، وتم قبلها إعادة 74 عائلة من المخيم"، مشيراً إلى أن "هناك إشادة دولية بنجاح العراق في التعامل مع ملف النازحين، ونعمل بشكل مستمر على معالجته بشكل إنساني".
وأكد وكيل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أن "هناك برنامجاً مكثفاً للتأهيل المجتمعي بالتعاون مع منظمات دولية ولجنة أمنية بعضوية العمليات المشتركة وجهاز الأمن الوطني ومستشارية الأمن القومي ووزارة الهجرة للتعامل مع ملف العراقيين المتواجدين بمخيم الهول، ويتم استقبال العوائل العائدة لتأهيلها ومن لديه انتماء لـ"داعش" يتم منعه من العودة".
ولم تعلن الحكومة العراقية في وقت مسبق عن نقل العائلات خشية من استهدافها، وجرت عملية النقل وسط إجراءات أمنية مشددة، حرصاً على حياة تلك العوائل.
وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة، لـ"العربي الجديد"، إن "دوريات عراقية رافقت العائلات حال دخولهم الأراضي وفقاً للتوجيهات العليا"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، إن "الحماية مشددة على تلك العائلات داخل المخيمات وأن وضعهم الأمني مطمئن"، وأكد أن "الحماية والتشديد الأمنية ستستمر لتلك العائلات، بحسب الخطة التي تم إعدادها سلفاً".
وترفض المليشيات الحليفة لإيران والأحزاب المرتبطة بها تلك العودة، ودأبت على توجيه الاتهامات لتلك العائلات بأنها "متورطة بالإرهاب"، وأجبرت الحكومة على وقف برنامج نقل العائلات لعدة شهور مضت، خوفاً من استهدافهم.
وكانت الحكومة بدأت نقل العائلات، في مايو/ أيار الماضي، إلى مخيم "الجدعة"، وأكدت الحكومة والسلطات الأمنية وقتها أنها دققت أسماء من تم نقلهم، وليس لديهم أي مشاكل متعلقة بالإرهاب، كما أنهم غير مطلوبين للقضاء.
ووفق إحصاءات سابقة، يوجد نحو 30 ألف عراقي في مخيم الهول، أغلبهم نساء وأطفال وكبار في السن، قسم كبير منهم نزح إلى سورية من المدن العراقية الحدودية بقصد الانتقال من هناك إلى تركيا، أو أجبرهم التنظيم على التحرك من المناطق التي خسرها إلى أخرى في مدن سورية.
ولا تعد العائلات التي أعيدت من مخيم الهول من العائلات المحسوبة على ما يعرف بـ"عوائل داعش"، إذ أكدت السلطات العراقية أن هذه الأسر نازحة بفعل المعارك والعمليات العسكرية في المدن العراقية المجاورة لسورية، وانتهى بها المطاف في المخيمات.