- العراق يسعى لإغلاق ملف المفقودين لتعزيز العلاقات مع الكويت والتخلص من تبعات البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مع توفير معلومات عن مواقع دفن مفترضة للمفقودين عبر السفارات والقنصليات والاتصالات المباشرة.
- البحث عن المفقودين يعتبر مهمة إنسانية أساسية، والجهود المتواصلة تأتي ضمن التزام العراق تجاه الكويت ومجلس الأمن الدولي، في ظل تقديرات بأن عدد المفقودين من الحرب بالآلاف، لكن تم إعادة عدد قليل منهم حتى الآن.
أصدرت وزارتا الدفاع والخارجية العراقيتان بياناً مشتركاً، دعتا فيه من تتوفر لديهم معلومات عن مصير المفقودين الكويتيين والعراقيين من جراء حرب الخليج عام 1991، الإدلاء بها مقابل مكافآت مالية لم تحددها، في بيان هو الثاني من نوعه في غضون عام واحد، وصفته بـ"نداء إنساني".
وما زال ملف المفقودين من جراء الغزو العراقي للكويت عام 1990 وما أعقبه من أحداث في حرب الخليج الثانية، أحد أبرز الملفات المفتوحة بين البلدين الجارين، وتسعى الحكومات العراقية المتعاقبة إلى حسمها ضمن سعيها لإتمام خروج العراق من متطلبات البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي فُرضت بموجبه عقوبات دولية على العراق نتيجة غزو الكويت.
ومساء أمس الأحد، قال بيان مشترك لوزارتي الدفاع والخارجية العراقيتين، صدر في بغداد: "تدعو وزارتا الدفاع والخارجية العراقيتان من تتوفر لديهم معلومات عن مواقع دفن مفترضة لمفقودين عراقيين وكويتيين داخل الأراضي العراقية أو الكويتية جراء حرب الخليج الثانية عام 1991، وسيتم تخصيص مكافأة لمن يُدلي بمعلومات مُجدية توصلنا إلى نتائج إيجابية على الأرض، من خلال التواصل مع السفارات والقنصليات العراقية في الخارج، أو الاتصال على رقم الخط الساخن والبريد الإلكتروني لمديرية حقوق الإنسان في وزارة الدفاع، وكذلك أرقام وزارة الخارجية العراقية، ورقم هاتف بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بغداد، وأرقام هواتف السفارة الكويتية في بغداد، والقنصلية الكويتية في محافظتي البصرة وأربيل".
أسفرت حرب الخليج عن عشرات المفقودين
وأدرج البيان عددا من الهواتف والعناوين الإلكترونية التي طالب بالتواصل معها ممن يمتلك أي معلومات، من بينها هواتف السفارة الكويتية ببغداد والقنصلية الكويتية في أربيل. ويقول الخبير بالشأن القانوني العراقي، رياض الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن العراق والكويت، يخطوان تجاه حسم الملفات العالقة بينهما بشكل تدريجي، بما فيها مسألة ترسيم الحدود ومصير الأرشيف الكويتي والممتلكات المفقودة، والديون. لكن ملف المفقودين يعتبر الأعقد، كون الضحايا قتلوا جراء ظروف مختلفة، وفي مساحات جغرافية كبيرة ومفتوحة، فضلا عن غياب الشهود من الجانب العراقي المتمثل في قادة الجيش أو المسؤولين في تلك الفترة عن مجريات المعارك".
واعتبر أن "العثور على رفات المفقودين يمثل مهمة إنسانية بالدرجة الأولى، والبيانات العراقية المتكررة تأتي ضمن تأكيد على التزاماتها تجاه مجلس الأمن الدولي والجارة الكويت في هذا الإطار". ويُقدر عدد المفقودين من كلا البلدين جراء الغزو العراقي وحرب الخليج التي تلتها بالآلاف، وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لم تتم إعادة سوى 215 كويتيا و85 عراقياً.