استمع إلى الملخص
- الفتاة، طواف داوود جتو، تم العثور عليها في شمال سوريا وتجري الإجراءات لإعادتها إلى عائلتها، بعد أن ظلت بدون معلومات عنهم في مخيم الهول.
- مكتب "إنقاذ المختطفين الإيزيدية" يشير إلى تحرير 3576 شخصًا حتى الآن، بينما لا يزال 2600 في عداد المفقودين، مع تجديد الدعوات لتكثيف الجهود لتحديد مصير المفقودين وإعادة تأهيل المناطق المتضررة.
أعلنت السلطات في مدينة إربيل شمالي العراق، العثور على مختطفة إيزيدية كان تنظيم "داعش" الإرهابي، قد اختطفها من مدينة سنجار غرب الموصل قبل نحو 10 سنوات خلال اجتياحه المدينة، وهو الإعلان الذي يبعث الأمل باحتمالية وجود مزيد من الأحياء المختطفين.
ونفذ تنظيم "داعش" الإرهابي، مطلع أغسطس/آب 2014، عقب دخوله مدينة سنجار ضمن محافظة نينوى شمالي العراق، سلسلة جرائم مروعة تضمنت عمليات قتل جماعية وخطف للنساء طاولت الآلاف من أبناء الطائفة الإيزيدية، وخلفت مآسي كبيرة، ما زالت لغاية الآن آثارها موجودة.
إيزيدية تعود للعراق بعد سنوات من الاختطاف
ومساء أمس الثلاثاء، أعلن مكتب "إنقاذ المختطفين"، المرتبط بحكومة إقليم كردستان شمالي العراق، عن إنقاذ فتاة عراقية إيزيدية اختطفها تنظيم "داعش"، خلال هجومه على سنجار عام 2014، وقال مسؤول المكتب، حسين قائدي، إن الفتاة واسمها طواف داوود جتو، عثر عليها في شمال سورية، وستعاد إلى ذويها بعد انتهاء الإجراءات الإدارية"، دون الكشف عن تفاصيل أخرى.
غير أن مسؤولا أمنيا في أربيل، قال لـ"العربي الجديد"، إن الفتاة التي عثر عليها، كانت قد اختطفت صغيرة قبل 10 سنوات من قبل مسلحي داعش، وتم اقتيادها بعد خسارة داعش مناطق تواجده إلى مخيم الهول مع أسر أخرى، وكانت لا تعرف شيئا عن أهلها سوى أنهم من سنجار من قرية تل عزيز، وللأسف لم يستمع لها مسؤولو المخيم، غير أن عمليات متابعة وتدقيق أوصلت إليها أخيرا"، موضحا أن الفتاة ستعود للعراق خلال الساعات القادمة لتجتمع بأهلها مجددا، بعدما ظنوا أنها قد ماتت".
ووفقا لأرقام سابقة قدمها مكتب "إنقاذ المختطفين الإيزيدية"، وهي اللجنة الأمنية العليا التي شكلتها السلطات في إقليم كردستان لتتبع أثر الضحايا المختطفين الإيزيديين، فإنه خلال الفترة الماضية، تم تحرير 3576 شخصاً من الإيزيديين لغاية الآن، مقابل بقاء نحو 2600 شخص مفقود لغاية الآن، مؤكدا أنه خلال الفترة التي أعقبت أحداث عام 2014، تم "إنقاذ 3576 إيزيديا، منهم 1208 نساء، و339 رجلاً، والباقي أطفال من كلا الجنسين، مع بقاء نحو 2600 شخص مفقودين لغاية الآن.
واعتبر مجلس النواب العراقي في عام 2020 ما تعرض له أبناء المكون الإيزيدية على يد مسلحي "داعش"، بأنه جرائم "إبادة جماعية"، وأقرّ قانوناً لإنصاف الضحايا عُرف بقانون "الإبادة الجماعية للإيزيديين"، ومن أهم بنود القانون، منحه امتيازات مالية ومعنوية، لتسهيل إعادة اندماج النساء من ضحايا التنظيم في المجتمع، ومن الناحية المالية، فإن القانون يمنحهن راتباً تقاعدياً، وقطعة أرض سكنية، وأولوية في التوظيف، إلى جانب استثناءات فيما يتعلق بشروط الدراسة، فضلاً عن جوانب أخرى تتعلق بإعادة الإعمار وتأهيل المناطق المنكوبة، إلا أن القانون لم يلقَ حتى الآن مجالاً لتنفيذه بشكل كامل بعد تعثر حكومة مصطفى الكاظمي في تطبيق اتفاقية تطبيع الأوضاع بمدينة سنجار الموقعة مع أربيل منذ عامين، حيث سبّب نفوذ مسلحي حزب العمال عرقلة الاتفاق ومنع تنفيذه، واشتبك مع قوات الجيش العراقي أكثر من مرة.
الناشط الحقوقي أيهم سنجاري، قال لـ"العربي الجديد"، إن الشهر الماضي تم العثور على مختطفة أيضا، وتسجيل العثور على مختطفة أخرى، ينعش آمال ذوي الضحايا بأن ثمة احتمالا لعودة الآخرين، مضيفا أن "جهود الحكومة العراقية في تتبع آثار المختطفين وخاصة النساء تكاد تكون معدومة، والجهد ينحصر بذويهن وسلطات إقليم كردستان في أربيل على وجه التحديد"، مطالبا بإجراء عملية بحث واسعة داخل مخيم الهول، بسبب تكرار العثور على مختطفات داخله، واحتمالية وجود أخريات داخله".