كشفت وزارة الصحة العراقية أن عدد متلقي اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لم يتجاوز 6 في المائة من مجموع السكان، معتبرة أن النسبة متدنية، ولا يمكن أن تحقق مناعة مجتمعية، في حين أشارت لجنة الصحة في البرلمان إلى أسباب عديدة تقف وراء تدني نسب التطعيم في البلاد.
وقال مدير دائرة الصحة العامة في الوزارة، رياض الحلفي، الإثنين، إن نسبة المشمولين بالتطعيم الذين تلقوا اللقاح بأنواعه الثلاثة (فايزر، وسينوفارم، وأسترازينيكا) بلغت 6 في المائة، موضحا، عبر التلفزيون الحكومي، أن النسبة المطلوبة لتحقيق مناعة مجتمعية ضد كورونا يجب أن تتراوح بين 75 و80 في المائة، وأن "هذا طموح نسعى إلى بلوغه خلال العام الحالي.
ورغم توفير السلطات العراقية كميات كبيرة من اللقاحات خلال الفترة الأخيرة بالمراكز الصحية والمستشفيات، إلا أن إقبال العراقيين لا يزال محدودا، خاصة في القرى والأرياف والمدن النائية، ما يشكل خطورة مع قرب فصل الشتاء، وخطط وزارة التربية لاستئناف الدوام الرسمي بالمدارس، فضلا عن قرب حلول مناسبات دينية تشهد توافد مئات الآلاف إلى مدينتي النجف وكربلاء، ما يفاقم احتمال عدم التمكن من احتواء الارتفاع الحالي في الإصابات.
ووفقا للأرقام الرسمية، يرى خبراء في الصحة أن العراق لن يتمكن من الوصول إلى نسبة تطعيم جيدة مقارنة بدول الجوار قبل منتصف العام المقبل.
واعتبر عضو لجنة الصحة في البرلمان، جواد الموسوي، أن نسبة تلقي اللقاحات "متدنية جدا"، وأوضح لـ"العربي الجديد" أن "التدني يعود إلى عدة أسباب، منها عدم الثقة بالإجراءات الحكومية، وعدم الثقة باللقاحات في ظل حديث عن وجود لقاحات مغشوشة، فضلا عن تشويه سمعة اللقاحات من قبل بعض الأطراف، وقيام بعض المحسوبين على المجال الطبي بتخويف المواطنين من التلقيح من خلال الادعاء أن بعض الأنواع قد تؤدي إلى الموت أو العقم، من دون تقديم أدلة علمية على ادعاءاتهم".
وبيّن الموسوي أن "تلقي اللقاحات أصبح أمرا ضروريا بسبب خطورة الفيروس، الذي يصيب الكبار والأطفال، والفترة الأخيرة شهدت إقبالا على اللقاحات، إلا أن ذلك لم يستغل من قبل وزارة الصحة بسبب خلو المراكز الصحية من اللقاحات أحيانا، والجهات الحكومية، وبعض المشككين باللقاحات، يتحملون مسؤولية تدني نسبة التطعيم في العراق".
وقالت وزارة الصحة العراقية، أمس الأحد، إن منحة الولايات المتحدة من لقاح فايزر ستصل إلى البلاد خلال الأسبوع المقبل، موضحة أنها تضم 500 ألف جرعة، ووصلت أول دفعة من اللقاحات إلى العراق في مارس/ آذار الماضي، بعد أكثر من عام على تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في البلاد.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
