اتخذت مديرية الدفاع المدني في العراق إجراءات رادعة تمثلت بغرامات مالية كبيرة وإغلاق المشاريع المخالفة لشروط السلامة، في إجراء للحدّ من حوادث الحرائق، والتي تسجل ارتفاعاً ملحوظاً في البلاد، مؤكدة الحاجة الى إنشاء 100 مركز جديد لها في بغداد والمحافظات.
وتسجل البلاد حرائق يومية تعود أسباب أغلبها إلى إهمال إجراءات السلامة في الدوائر الحكومية والأهلية، وهو ما يتطلب إجراءات عقابية بحق المسؤولين عنها.
أحصت مديرية الدفاع المدني في العراق 13600 حريق سجّلت في البلاد خلال النصف الأول من العام الجاري 2022
ووفقا لمدير إعلام المديرية العميد جودت عبد الرحمن، فإن "المديرية ولغرض الحد من حوادث الحرائق التي شهدت ارتفاعا كبيرا في الآونة الأخيرة، قررت رفع الغرامة المالية المفروضة على أصحاب المعامل والمحال التجارية المخالفين لشروط السلامة العامة من 250 ألف دينار عراقي الى 15 مليون دينار (الدولار يساوي 147 دينارا)، أو معاقبته بغلق المشروع لحين رفع المخالفة".
وأكد في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الاثنين، أن "قيمة الغرامة السابقة كانت لا تتناسب مع حجم المخالفة، بخاصة أن أصحاب المشاريع يحققون أرباحا مالية كبيرة، وبالتالي فإنه لا يهمهم دفع الغرامة المالية، الأمر الذي تسبب بزيادة الحرائق".
وأشار إلى أنه "بعد الزيادة السكانية وزيادة عدد المشاريع الصناعية والسكنية، قررت المديرية إنشاء 100 مركز جديد لفرق الإطفاء تضاف إلى المراكز المنتشرة في بغداد والمحافظات البالغ عددها 225 مركزا، فضلا عن زيادة الطاقات البشرية الشابة العاملة فيها، لكون العمل في هذا المجال يتطلب قدرات ولياقة عالية"، مؤكداً سعي مديريته ضمن موازنة عام 2023 "لزيادة عجلات الأطفال وتحديث أسطولها بآخر أكثر تطورا، فضلا عن زيادة المعدات المستخدمة في عمليات الإطفاء".
وكانت مديرية الدفاع المدني في العراق قد أقرّت بصعوبة التحديات التي تواجهها فرقها نتيجة الحوادث اليومية المختلفة، مؤكدة أن هناك نقصاً كبيراً في كوادرها وآلياتها، وضعفاً عاماً في المؤسسة، فيما أشارت إلى أن إهمال المؤسسة يزيد من حجم مخاطر الحوادث اليومية.
ويسجل العراق حرائق متكررة في المباني الحكومية وفي المنشآت الخاصة خلال فصل الصيف. لكن ارتفاع عددها في غير الموسم الصيفي يثير القلق حول الإجراءات الوقائية، التي تعهدت وزارة الداخلية باتخاذها قبل نحو عامين عقب سلسلة حرائق طاولت أسواقا ومستشفيات كبرى ودوائر مختلفة، وتسببت بعشرات القتلى والجرحى.
وأحصت مديرية الدفاع المدني في العراق 13600 حريق سجّلت في البلاد خلال النصف الأول من العام الجاري، 2022، مؤكدة سعيها للسيطرة على الحرائق ومنع حصولها.
وفي العام الماضي، 2021، سجل العراق نحو 26 ألف حريق، أودت بحياة ما لا يقل عن 400 شخص، فضلا عن إصابة المئات، وطاولت مستشفيات ومباني ومخازن تجارية ومجمعات سكنية، فضلا عن مئات من الهكتارات الزراعية، وخصوصا حقول القمح شمالي وجنوبي البلاد.