العراق: أور تستعد لاستقبال "الرحلة الأكبر" بـ13 ألف سائح ديني من مختلف دول العالم

01 يوليو 2021
خلال زيارة البابا فرنسيس إلى أور (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

تستعدّ مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار، جنوبي العراق، لاستقبال 13 ألف حاج من الطائفة المسيحية، في رحلة قال مسؤول عراقي إنّها الأكبر في تاريخ المدينة التي شهدت، في مارس/ آذار الماضي، زيارة للبابا فرنسيس لقيت اهتماماً واسعاً. 

وأكد مدير مفتشية الآثار والتراث في محافظة ذي قار عامر عبد الرزاق، الخميس، أن رئيس مؤسسة السياحة والحج المسيحي ريمو كبافاريني اتفق مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين على تنظيم الرحلة خلال زيارة الأخير إلى الفاتيكان، موضحاً، في حديث لصحيفة "الصباح" الرسمية، أن "هذه الرحلة تعد أكبر رحلة حج مسيحي من نوعها لمنطقة أور الأثرية، مسقط رأس النبي إبراهيم، إذ تضمّ 13 ألف حاج، وستمهِّد لرحلات حج دينية منتظمة شهرياً". 

ولفت إلى اتخاذ الحكومة المحلية في ذي قار، بالتنسيق مع مفتشية الآثار في المحافظة، خطوات مهمة لتأهيل مدينة أور استعداداً لهذه الرحلات، مشيراً إلى أن هذه الخطوات تضمنت البدء بمشاريع تطوير الطرقات المؤدية إلى المناطق الأثرية المحيطة، بينما يتم التخطيط لإنشاء مرافق خدماتية، بينها فنادق ومتنزهات ومتاجر. 

ويوضح عبد الرزاق أنّ "هذه الرحلات لها أهمية كبيرة في إنعاش واقع السياحة في المحافظة التي تضم أكبر المواقع الأثرية في العالم"، مؤكداً أن "10 بعثات تنقيب أميركية وفرنسية وألمانية وروسية وسلوفاكية، إلى جانب البعثة الإيطالية العاملة الآن، جرى الاتفاق معها على إجراء عمليات تنقيب في مدينتي تل زرغل ولارسا الأثريتين (في ذي قار)". 

ويتابع عبد الرزاق أنّ البعثات الأجنبية أجرت عمليات كشف على المواقع المذكورة، ومن المنتظر أن يبدأ عملها في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ويستمر 3 ثلاثة أشهر، بينما ستبدأ بعثتان أميركية وألمانية عملهما خلال الفترة المقبلة في موقع تل الهباء (مملكة لكش)، بالإضافة إلى البعثة الفرنسية المتخصصة بالتنقيب التي ستبدأ أعمالها أيضاً في مدينة كرسو الأثرية. 

وكان وزير الثقافة حسن ناظم قد أكد، خلال زيارة سابقة إلى ذي قار، أن تطوير مدينة أور يقع ضمن أولويات عمل وزارته، من خلال تنفيذ مشاريع قصيرة الأمد توفر الاحتياجات الأساسية للسائح، كأماكن الاستراحة، والأكشاك، والمرافق الخدماتية والصحية، لتتمكن المنطقة من استقبال الأفواج السياحية. 

ويقول الباحث في شؤون التراث والآثار أحمد الغزي إن الاهتمام بمدينة أور وبقية المناطق الأثرية "أمر لا بد منه بعد الاهتمام الإعلامي الكبير الذي حظيت به المدينة خلال الأشهر التي تلت زيارة بابا الفاتيكان في مارس/ آذار الماضي".

ويوضح الغزي، لـ"العربي الجديد"، أنّ تأهيل أور لاستقبال رحلات الحج يمكن أن يحقق أمرين مهمين؛ أولاً توفير إيرادات مالية من خلال ما ينفقه السياح داخل البلاد، وثانياً إحياء معالم مهمة تعرض الكثير منها للإهمال خلال السنوات التي تلت الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.

المساهمون