العثور على الحب بين الشخصية والقدر

28 فبراير 2022
يملك بعض الناس حظاً جيداً في الحب (نوام غاليه/ Getty)
+ الخط -

في وقت يعتقد معظم الناس بأن الوضع المثالي للبالغين هو أن يكون الشخص في علاقة حميمة حصرية، يطرح عالما النفس في جامعة نيقوسيا، مانيليوس أبوستولو وستافري ستانغاري، في تقرير نشره موقع "سايكولوجي توداي"، السؤال حول لماذا يبدو بعض الناس محظوظين في الحب، بينما يبتعد آخرون عاماً بعد آخر في وحدتهم، ولا يستطيعون العثور على شخص مميز؟ وهل هناك سمات شخصية معينة يمكن أن تتنبأ بما إذا كان الشخص سيتزوج أم يبقى أعزب؟
وشملت دراسة عالمَي النفس أكثر من 1400 شخص بالغ حددوا أوضاع علاقاتهم التي جرى تقييمها استناداً إلى خمسة أبعاد في الشخصية، هي الانفتاح على الناس وقبولهم، وإخضاع العلاقة لتأثيرات الضمير فيها، وإظهار درجات المتعة في النشاطات، أو العصبية المرتبطة باضطرابات عاطفية. وهذه الأبعاد الخمسة سهّلت إنشاء العالمين فرضيات حول عوامل تسهيل العثور على شريك أو صعوبته، وأظهرت أن الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة متعة عالية أكثر ترجيحاً لأن يكونوا في علاقة، لأن لقاءاتهم الاجتماعية متعددة، ما يزيد فرص إيجادهم رفيقاً مناسباً. أما الأشخاص الذين يظهرون عصبية فقد تبعدهم تقلبات مزاجهم وميلهم إلى الاكتئاب والقلق عن شركاء محتملين. ووجد أبوستولو وستانغاري أيضاً أن الأشخاص الذين يميلون إلى الانطواء استصعبوا العثور على رفيق حميم، وتحوّلوا إلى عازبين قسرياً. كما استنتجا أن الأشخاص غير المتزوجين طوعاً الذين فضّلوا عدم الالتزام بشريك واحد كانوا أكثر ميلاً إلى الانفتاح، وخوض مغامرات وتجربة أشياء جديدة، وأنهم استمتعوا بحياتهم المنفردة من خلال الصداقات المتنوعة واللقاءات العرضية.

نصوص
التحديثات الحية

في المقابل، استبعدت الدراسة اضطلاع الضمير بدور مهم في تحديد مصير الشخص بين العزوبية والزواج، ما يعني أن الأشخاص الذين لا يمكن الاعتماد عليهم وغير الموثوق بهم قد يعثرون على رفاق. واللافت أن الأمر ذاته انطبق على أولئك الذين يعانون من العصبية فالاستقرار العاطفي لم يكن بالضرورة عاملاً مؤثراً في كسر الصفقة لدى البحث عن شريك رومانسي، علماً أن الفوران العاطفي كان مصدر بهجة بالنسبة إلى البعض، على الأقل في بداية العلاقة. أما الانطوائيون فوجدوا شركاء حميمين في نهاية المطاف، لكنهم انتظروا وقتاً أطول مقارنة بنظرائهم المنفتحين. وخلص الباحثان إلى أن "الشخصية ليست قدراً، إذ يمكن تغييرها، والحل يتمثل في لقاء أكبر عدد من الأشخاص وإظهار الاهتمام بهم. وهذه الطريقة الوحيدة للعثور على شريك في الحياة".
 

دلالات
المساهمون