الطبيعة... الطريق الصحيح لـ "التعافي الأكبر"

27 ابريل 2022
تجلب الطبيعة "الانبهار الناعم" للإنسان (كزورسكو لوباتو/ Getty)
+ الخط -

تقود الفطرة أي شخص للمغادرة إلى الخارج حين يشعر بتوتر وقلق شديدين. وقد ينشد لاحقاً قضاء وقت بمفرده، وربما يلجأ إلى أحضان الطبيعة التي يرى علماء أنها تملك مجموعة صفات تعتبر الأفضل للأنظمة العصبية للإنسان. ينقل موقع "سايكولوجي توداي" عن عالم النفس البيئي ستيفن كابلان قوله إن "التواجد في الطبيعة بعيداً من أصوات ومشاهد الحياة الحديثة يخلق إحساس الانبهار الناعم، وهو حال شعور الشخص بالانتقال إلى مكان آخر وأمواج الأفكار الهادئة".
ويؤكد كابلان أن قضاء وقت في الطبيعة "يساعد في استعادة الإدراك وسط مشاغل تحتاج إلى اهتمام كبير، مثل الدراسة لخوض امتحانات، والعمل في مشروع مقيّد بموعد نهائي وشيك. في الطبيعة، ويسمح للعقول بالانجراف والتحديق والتجوّل والانغماس في اللحظة، تمهيداً لاختبار العالم باستخدام حواس متعددة من مشاهد وأصوات وروائح وأحاسيس".
وفيما تتضاعف فوائد قضاء وقت منفرد في الطبيعة لدى الذهاب إلى البرية، تميّزت الولايات المتحدة بكونها أول دولة في العالم أسست نظاماً وطنياً للحفاظ على الحياة البرية، من خلال إقرار قانون البرية عام 1964. وهي تملك اليوم أكثر من 11 مليون فدان من الأراضي المحمية والحدائق والغابات التي يمكن أن يقصدها عامة الناس.

يبحث الناس عن البرية لأنها تسمح بالانفصال عن مشاهد وأصوات عالم العمل. ويمنحهم هذا الانسحاب الحرية والخصوصية للتخلي عن التزاماتهم الشخصية العامة والاجتماعية. ويرى باحثون أنه "رغم أن الناس كائنات اجتماعية، من المهم أن يتراجعوا عن الثقافة الأكبر، ويعيدوا الاتصال بأنفسهم الأصيلة والذهاب إلى الداخل للتفكير لاستعادة الانتباه".
ويعتبر كابلان تحديداً "استعادة الانتباه" بأنها "المرحلة الأخيرة لتحقيق التعافي الأكبر الذي أصبح ممكناً بسبب الهدوء المعرفي الذي يجلبه الوجود في الطبيعة".
ويستدرك باحثون بأن "البرية ليست فقط المكان المثالي للتركيز على الذات، بل مكان الشعور بالرهبة من العالم الطبيعي، والارتباط بشيء أكبر من الذات. وقد أظهرت أبحاث أنه يستبعد أن يشعر شخص بالوحدة حين يتواجد بمفرده في الطبيعة، مقارنة بالوجود في المنزل بمفرده أو بمفرده أيضاً في مكان عام. وربما لهذا السبب يلجأ كُثر تلقائياً إلى الهواء الطلق عندما يشعرون بالإرهاق، و"هذا الطريق الصحيح".

المساهمون