الطبيب بكر أبو صفية يفضح اعتداءات الاحتلال على مستشفى العودة في غزة

27 ديسمبر 2023
الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مستفشى العودة (فيسبوك/ جمعية العودة)
+ الخط -

تحول مستشفى العودة شمالي قطاع غزة إلى مسرح للعمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأيام الماضية، بعد استهدافه مرات عدة وفرض الحصار عليه وقتل وإصابة واعتقال عدد من أطقمه الطبية وموظفيه والجرحى والنازحين بداخله.

ولا تخلو أقسام المستشفى المختلفة من مشاهد الجدران والأسقف المدمرة جزئياً أو كلياً جراء القذائف التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلية عليها، والتي كان آخرها الثلاثاء، فضلاً عن صور الجرحى والنازحين الذين تظهر على وجوههم علامات الإرهاق والإعياء الشديد وسوء التغذية.

ولم يتلق مستشفى العودة أي مساعدات طبية أو غذائية منذ أكثر من شهرين، وقد استنفد معظم مخزونه من هذه المواد خلال الأسابيع الماضية، قبل أن يخرج عن الخدمة ويكتفي بتقديم رعاية طبية متواضعة للجرحى لديه، وفق أطباء عاملين بالمستشفى.

مستشفى العودة تحت القصف والحصار

ويقول بكر أبو صفية، الطبيب الجراح بمستشفى العودة، لـ"الأناضول"، إنه يقوم بأعمال مدير المستشفى أحمد مهنا منذ أن اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلية قبل حوالي 6 أيام، مضيفاً: "نوجد في المستشفى منذ اليوم الأول للحرب، ومعظم الأطقم الطبية والموظفين هنا لم يغادروا إلى منازلهم حتى اليوم في عمل متواصل لمدة تزيد على 80 يوماً".

ويتابع: "استقبلنا المئات من الجرحى والشهداء، وقمنا بإجراء مئات العمليات الجراحية أغلبها بالأطراف"، مشيراً إلى أن في المستشفى حالياً 97 موظفاً بين فني وإداري وطاقم طبي، إضافة إلى أن 4 أسر تقطن في بيوت ملاصقة للمستشفى نزحت إليه، لافتاً إلى أن مستشفى العودة لم يتلق أي مساعدات طبية أو وقود أو أغذية، ويعاني من ظروف إنسانية صعبة.

ويتحدث الطبيب أبو صفية عن تعامل قوات الاحتلال الإسرائيلية مع المنشأة الطبية، قائلاً: "جرى حصار المستشفى بشكل مشدد على مدار 18 يوماً انتهت قبل نحو أسبوع"، مضيفاً: "الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت في بداية الحرب الطابق الثالث من المستشفى واستشهد آنذاك 3 أطباء ومرافق لجريح، وأصيب ممرضان يعملان مع منظمة أطباء بلا حدود". كما قتل موظفان من طواقم المستشفى، أحدهما ممرض متطوع، والآخر عامل، خلال فترة حصاره برصاص قناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين كانوا ينتشرون في المباني المحيطة، كما يقول الطبيب الفلسطيني.

اعتقال أطباء ومرضى ونازحين

وذكر أبو صفية أنه خلال فترة الحصار، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من الذكور الذين تزيد أعمارهم عن 16 عاماً الخروج بملابسهم الداخلية فقط، مضيفاً: "خرج 86 شخصاً بناء على طلب الجيش، وبعد ساعات عدة عاد الجميع باستثناء 12 شخصاً جرى اعتقالهم، بينهم مدير المستشفى أحمد مهنا".

وأوضح الطبيب أبو صفية أنه كان من بين المعتقلين "4 نازحين ومصاب واحد يعاني من بتر في ساقه، وأحد المرافقين، والبقية من الكوادر الطبية بالمستشفى".

وفي أحدث التطورات، أشار إلى أنه جرى قصف المستشفى بعدد من القذائف المدفعية، أمس الثلاثاء، ما تسبب بإصابة إحدى العاملات ودمار كبير في عدد من غرف المستشفى.

وفي 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أعلنت وزارة الصحة في غزة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى العودة واحتجاز مديره أحمد مهنا.

وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة في بيان حينه: "قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مستشفى العودة، وذلك بعد عدة أيام من حصاره وقصفه، وقامت باحتجاز وتعرية كوادره الطبية، وعلى رأسهم مدير المستشفى أحمد مهنا".

وأشار القدرة إلى أن "قوات الاحتلال أطلقت سراح الكوادر الطبية بعد أربع ساعات من الاستجواب في ظروف غير إنسانية، فيما أبقت مدير مستشفى العودة رهن الاعتقال، واقتادته إلى جهة غير معلومة".

ويصعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه لمستشفيات قطاع غزة، تزامناً مع حرب مدمرة يشنها على القطاع المحاصر، خلّفت حتى الثلاثاء 21 ألف شهيد، وما يقارب 55 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

(الأناضول، العربي الجديد)