الصين تسجّل أوّل وفاة بفيروس كورونا منذ 6 أشهر

20 نوفمبر 2022
طوابير في مركز فحوص كورونا في بكين (نويل سيليس/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت الصين، اليوم الأحد، تسجيل الوفاة الأولى بكوفيد-19 منذ ستّة أشهر، في خضمّ سعيها إلى وقف تفشّ متسارع للوباء، على الرغم من التدابير الصارمة لاحتوائه في إطار سياسة "صفر كوفيد".

وتُعَدّ الصين القوة الاقتصادية الكبرى الوحيدة التي ما زالت تفرض تدابير مشدّدة لتطويق تفشّي فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2)، وقد فرضت إغلاقات وأجرت حملة فحوص واسعة النطاق مع إجراءات عزل، على الرغم من أنّ بقيّة دول العالم بدأت تتكيّف مع التعايش مع الفيروس.

واليوم الأحد، أعلن مسؤولون محليون وفاة رجل يبلغ من العمر 87 عاماً في العاصمة بكين، فيما أعلنت السلطات الصحية الوطنية تسجيل 24 ألف إصابة في البلاد في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وعلى الرغم من أنّ الحصيلة ضئيلة نسبياً مقارنة بدول أخرى، فإنّ التفشي المتسارع يُعَدّ ملحوظاً في الصين حيث بقيت الإصابات المعلنة في الأشهر الأخيرة قليلة.

وفي 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أعلنت بكين بشكل مفاجئ عن خطوة هي الكبرى في البلاد على صعيد تخفيف قيود احتواء الوباء حتى تاريخه، من ضمنها تقليص فترة العزل للمسافرين الوافدين من خارج البلاد. لكنّ التخفيف المحدود للقيود لم يلغِ سياسة "صفر كوفيد" التي تعتمدها البلاد، على الرغم من تداعياتها الكبرى على الصعيدَين الاجتماعي والاقتصادي.

وبحسب قناة "سي. سي. تي. في" الرسمية، فإنّ الوفاة سُجّلت أمس السبت، وهي الأولى المعلنة منذ مايو/ أيار الماضي، وقد نجمت عن إصابة بكوفيد-19، كانت عوارضها طفيفة بداية، لكنّ الوضع الصحي للمصاب تفاقم من جرّاء التهاب بكتيري.

وفي بكين، حيث أُعلن عن تسجيل 621 إصابة اليوم الأحد، فُرضت تدابير العزل على سكان أمرتهم السلطات بملازمة بيوتهم، فيما طلبت من آخرين البقاء في مراكز للحجر الصحي. وخلافاً لما كان خلال التفشيات السابقة في العاصمة، لا يبدو أنّ ثمّة نيّة لدى المسؤولين لفرض قيود أكثر صرامة على السكان الذين أنهكتهم الإجراءات المشدّدة.

وفي مدينة غوانغجو الجنوبية التي تُعَدّ مركزاً صناعياً كبيراً وإحدى بؤر التفشّي الحالي، سُجّلت صدامات بين محتجّين والشرطة في الأسبوع الماضي، على خلفية إعادة فرض تدابير العزل. وأفادت المدينة بتسجيل أكثر من ثمانية آلاف إصابة اليوم الأحد، الأمر الذي دفع بالمسؤولين إلى إطلاق حملة فحوص واسعة النطاق في إحدى مناطقها التي يبلغ عدد سكانها نحو 1.8 مليون نسمة.

وفي مؤشّر يدلّ على أنّ الصين لا تتّجه إلى رفع الإغلاق، حضّت السلطات السكان على تجنّب التنقلات "غير الضرورية" في محيط العاصمة لتجنّب تفشّي الفيروس. وقد أُغلقت، اليوم الأحد، بعض مراكز التسوق الكبرى في بكين، فيما قلّصت مراكز أخرى ساعات العمل أو أغلقت صالات مطاعمها أمام الزبائن. وطلبت شركات عدّة في منطقة تشاويانغ، التي تُعَدّ مركزاً تجارياً ودبلوماسياً كبيراً، من موظفيها العمل عن بُعد. كذلك أُغلقت متنزّهات ومجمّعات وقاعات رياضية. وأبلغت المدرسة الفرنسية الدولية في بكين ذوي التلامذة بالتحوّل إلى التعليم عن بُعد، وفق ما جاء في رسالة إلكترونية تلقّتها وكالة فرانس برس.

(فرانس برس)

المساهمون