الصومال: مؤتمر إنساني لمواجهة الجفاف وتحذيرات من مجاعة مماثلة للعام 2011

10 نوفمبر 2021
نزحت آلاف الأسر بسبب الجفاف (إدواردو سوتيراس/فرانس برس)
+ الخط -

افتتح رئيس الحكومة الصومالية محمد حسين روبلي، صباح اليوم، مؤتمراً للشؤون الإنسانية في مقديشو بمشاركة ممثّلين وسفراء عدّة دول ومنظمات إنسانية لبحث تداعيات الجفاف الذي يضرب مناطق عدّة جنوب البلاد.  

وقال محمد حسين روبلي، في كلمة الافتتاح، إنّ تراجع موسم هطول الأمطار هذا العام تسبّب في حالة جفاف بجنوب البلاد، ونتج عن ذلك تراجع حاد في المواد الغذائية، وهو ما أدّى إلى أوضاع إنسانية تزداد تدهوراً في البلاد.

وطالب رئيس الوزراء الصومالي، المنظمات الدولية العاملة في مجال الغوث الإنساني والشعب المحلي، بضرورة الإسراع في توفير مواد إغاثية عاجلة للمتضرّرين من أزمة الجفاف في جنوب البلاد، حتى لا تحدث أزمة إنسانية مرة جديدة، ولمنع حدوث مجاعة مماثلة للتي شهدها الصومال عام 2011.

ويبحث المؤتمر الإنساني الذي تنظمه وزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث البيئية، إيجاد حلول عاجلة لتوفير دعم إغاثي لمواجهة مشكلة الجفاف التي تتسبّب في نفوق الماشية كما تسبّبت بمقتل طفل هذا الأسبوع، نتيجة الجوع في إقليم جوبالاند، جنوب البلاد.

وتشهد الأقاليم الجنوبية من الصومال، أزمة جفاف حادّة منذ يوليو/تموز الماضي، حيث تراجع الإنتاج الزراعي، ما دفع بآلاف الأسر للنزوح والهجرة نحو المدن الكبيرة، بينما تشهد المناطق الحدودية بين الصومال وكينيا أزمة مماثلة، وتحذّر منظمات دولية من تفاقم أوضاع اللاجئين الصوماليين في المخيمات الكينية والنازحين والمشرّدين المحليين.

وقال مبعوث الأمم المتحدة لدى الصومال، جيمس اسوان، في مؤتمر صحافي بمقديشو الأسبوع الماضي، إنّ عام 2022 سيمثّل تحدياً كبيراً بالنسبة للمنظمات الأممية؛ حيث إنّ نحو 7.7 ملايين صومالي بحاجة إلى مساعدات إنسانية بسبب الجفاف والتصحّر في جنوب البلاد.

وبحسب متابعين، فإنّ تكرار الأزمات الإنسانية في الصومال يرجع إلى غياب دور الحكومة الصومالية في وضع استراتيجيات وخطط لمواجهة الكوارث البيئية، هذا في وقت تعاني دول عدّة، كانت تموّل المشاريع الأممية الإنسانية في الصومال، من تأثيرات جائحة كورونا الاقتصادية، ما أدّى إلى تقلّص مستوى الدعم الإنساني الممنوح للمشرّدين والنازحين داخل البلاد.

يُذكر أنّ الصومال شهد عام 2011، أسوأ مجاعة في تاريخه؛ حيث توفي نحو 250 ألف صومالي بسبب الجوع، نتيجة الحروب الأهلية وتراجع موسم هطول الأمطار والإنتاج الزراعي في جنوب ووسط البلاد، وهي كارثة يخشى الصوماليون تكرارها مرة أخرى، بسبب الجفاف في إقليم جوبالاند جنوب البلاد.