الصليب الأحمر: الحرب قوّضت المنظومة الصحية في شمال غزة

30 ديسمبر 2024
مستشفى كمال عدوان قبل اقتحامه وخروجه من الخدمة، شمال قطاع غزة، 21 نوفمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الأعمال العدائية في شمال غزة دمرت النظام الصحي، مما يعرض المدنيين لخطر بسبب نقص الرعاية الصحية، مع خروج مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي عن الخدمة.
- شددت اللجنة على ضرورة حماية المرافق الطبية كالتزام قانوني وأخلاقي، مشيرة إلى الضغوط على مستشفى العودة في جباليا وسط العملية العسكرية الإسرائيلية.
- في ظل نقص المعدات والإمدادات، تلتزم اللجنة بدعم الرعاية الصحية وحماية العاملين، مع تسهيل وصول المدنيين للخدمات الصحية لتخفيف الأزمة الإنسانية.

أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الاثنين، بأنّ "الأعمال العدائية المتكرّرة في داخل المستشفيات وفي محيطها أدّت إلى تقويض المنظومة الصحية في شمال غزة"، محذّرة من أنّ ذلك "يعرّض المدنيين لخطر شديد غير مقبول يتمثّل في حرمانهم من الحصول على الرعاية المنقذة للحياة". وأشارت في هذا الإطار إلى مستشفى كمال عدوان الذي اقتحمته القوات الإسرائيلية أخيراً، وكذلك المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة اللذَين "خرجا عن الخدمة كلياً"، داعيةً إلى "احترام وحماية المرافق الطبية بما يتوافق مع القانون الإنساني الدولي".

وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ "الحماية" التي تطالب بها "ليست مجرّد التزام قانوني، بل هي ضرورة أخلاقية للحفاظ على الحياة البشرية"، مشدّدةً على أنّ "المستشفيات شريان حياة للمرضى والجرحى في النزاع". ولفتت إلى أنّ مستشفى العودة في جباليا، بمحافظة شمال غزة، الذي كانت تدعمه اللجنة سابقاً بالإمدادات، يواجه في الوقت الراهن مزيداً من الضغوط، إذ هو أحد المرافق الطبية القليلة العاملة في شمال القطاع. يُذكر أنّ هذا الاستهداف الأخير للمنظومة الصحية يأتي في سياق العملية العسكرية التي تنفّذها القوات الإسرائيلية في محافظة شمال غزة التي تشكّل إلى جانب محافظة غزة منطقة شمال القطاع التي سبق أن عزلها الاحتلال عن الوسط (محافظة دير البلح) والجنوب (محافظتا خانيونس ودير البلح).

وفي بيان أصدرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تتّخذ من مدينة جنيف السويسرية مقرّاً لها، أكدت أنّ "مستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي خرجا عن الخدمة كلياً". وشرحت أنّ على مدى أشهر، "كافح هذان المرفقان الطبيان من أجل توفير الرعاية للمرضى في حين أدّت الأعمال العدائية المستمرّة إلى إلحاق الضرر بالمستشفيات وتعريض الطواقم الطبية والمرضى والمدنيين للخطر".

وأتى بيان اللجنة الدولية بعد الهجوم الذي شنّته القوات الإسرائيلية، يومَي الجمعة والسبت الماضيَين، على مستشفى كمال عدوان، فاقتحمته وأخلته من كلّ من في داخله وأحرقته قبل أن تعتقل مديره الطبيب حسام أبو صفية وأفراداً من فريقه الطبي. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أفادت، في وقت سابق من اليوم الاثنين، بأنّ الهجوم الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان أدّى إلى خروج المستشفى عن الخدمة وأفرغه من المرضى والموظفين، علماً أنّه آخر مرفق صحي كبير في محافظة شمال غزة.

ومنذ السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تركّز إسرائيل عملياتها في شمال قطاع غزة، وتحديداً في محافظة شمال غزة، بزعم أنّها تهدف إلى منع حركة حماس من إعادة تجميع صفوفها في المنطقة. لكنّها في الواقع تمعن في تدمير المحافظة وكذلك منطقة الشمال المنكوبة، ولا سيّما من خلال ضرب المنظومة الصحية كلياً. ويُعَدّ استهداف المنظومة الصحية في قطاع غزة واحدةً من غايات حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحقّ الفلسطينيين في القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، علماً أنّ ذلك كان قد بدأ في شمال القطاع مع مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة (في محافظة غزة) الذي يُعَدّ الأكبر شمالاً، في الأيام الأولى من العدوان المتواصل منذ نحو 15 شهراً.

ولفتت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في تعليق على الوضع، إلى أنّه "لم يعد في الإمكان تلبية الاحتياجات الطبية بالكامل لأيّ من المرضى". وأضافت أنّ "تدفق المرضى والمرافقين والمدنيين النازحين الباحثين عن مأوى يؤدّي إلى وضع يعجز العاملون في المجال الطبي عن حلّه". وتابعت اللجنة أنّ "هذا الوضع الخطر الآخذ في التفاقم يأتي في ظلّ نقص حاد في المعدات والإمدادات الطبية والوقود والغذاء والكوادر الصحية المتخصّصة، امتدّ لأكثر من عام".

لكنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر شدّدت على أنّها سوف تظلّ ملتزمة بدعم خدمات الرعاية الصحية حيثما كان ذلك ممكناً، بما يشمل القيام بكلّ ما في وسعها لضمان حماية المستجيبين الطبيين ووصول المدنيين إلى الرعاية الصحية اللازمة، إلى جانب تسهيل حركة العاملين في المجال الطبي والمعدّات الطبية.

(فرانس برس، العربي الجديد)