الصحة العالمية: هذا وضع جدري القرود في إقليم شرق المتوسط

18 اغسطس 2022
33 إصابة فقط بجدري القرود مؤكّدة مخبرياً في إقليم شرق المتوسط (ديفيد تالوكدار/ Getty)
+ الخط -

في آخر تحديث له، أفاد مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق البحر المتوسط بأنّ انتشار جدري القرود "ما زال فُراديّاً" في المنطقة حتى الآن، إذ لم يتجاوز 33 حالة مؤكّدة مخبرياً، فيما لم يُبلَّغ عن وفيات ناجمة عنه في البلدان التي سجّلت إصابات.

وأوضح المكتب أنّ تلك الحالات بمعظمها لم تسافر إلى مناطق ينتشر فيها الفيروس. أمّا متوسط أعمار الحالات المبلَّغ عنها بمعظمها فهو 31 عاماً، إذ تتراوح أعمار المصابين ما بين ثمانية أعوام و59 عاماً، علماً أنّ حالة واحدة هي في الثامنة وتعود إلى طفل في لبنان.

وصرّح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري أنّ "فاشية جدري القرود لا تقتصر على مجموعة بعينها من الناس، وأيّ شخص قد يُصاب بالمرض إذا ما تعرّض لتلامس جلدي مباشر وثيق مع شخص مصاب تظهر عليه الأعراض، أو إذا لمس أغراضاً ملوّثة. لذا فإنّنا جميعاً عرضة للخطر. وحتى إذا كانت الحالات بالإقليم قليلة، فإنّه علينا التعامل مع هذا الخطر تعاملاً جاداً، واتّخاذ الخطوات اللازمة لوقف انتقال المرض وسريانه وحماية الناس، لا سيّما الفئات الضعيفة والعرضة للخطر".

وبحسب ما تفيد منظمة الصحة العالمية، فإنّ التصدّي لتفشّي جدري القرود يقوم على نهج شامل يُشرك المجتمعات المتأثّرة ويحميها، ويكثّف الترصّد وتدابير الصحة العامة، ويعزّز التدبير العلاجي السريري والوقاية من العدوى ومكافحتها في المستشفيات والعيادات، ويُسرّع البحوث المتصلة بفعالية اللقاحات والعلاجات وغيرها من الأدوات.

ومن جهته، يدعم المكتب الإقليمي لشرق المتوسط الدول الأعضاء والشركاء في تلك المجالات كافة، مع التركيز خصوصاً على الاهتمام بالفئات الضعيفة والعرضة للخطر.

ويرى المكتب الإقليمي، كما المنظمة الأممية الأمّ، أنّ إجراء مزيد من الأبحاث من شأنه أن يكشف عن معلومات جديدة بشأن طرق انتقال المرض وسريانه ووخامته والعلاجات وفعالية اللقاح المضاد لجدري القرود. ويُصار كذلك إلى الاعتماد على الدروس المستقاة من التعامل مع جائحة كورونا على مدى أكثر من عامَين، فتُدمَج الجهود البحثيّة من ضمن الجهود الكليّة للتصدّي لجدري القرود.

وعلى الرغم من أنّ المصابين بجدري القرود يتعافون بمعظمهم في غضون أسابيع قليلة من دون علاج محدّد، فإنّ المرض بحسب المكتب الإقليمي قد يتسبّب في مضاعفات وخيمة تنتهي بالوفاة في بعض الأحيان.

تجدر الإشارة إلى أنّ التفشّي العالمي الحالي لجدري القرود لم يسجّل إلا 12 وفاة من بين أكثر من 34,000 إصابة.

وفي هذا الإطار، يوضح المكتب الإقليمي أنّ "لا وفيات في إقليمنا"، لكنّه يحذّر من أنّ الوفيات في الفاشيات السابقة كانت أعلى بكثير، وبالتالي لا بدّ من التعامل مع ذلك التهديد الذي يطاول الصحة العامة بجدية.

ويذكّر مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق البحر المتوسط بأنّ جدري القرود قد يتسبّب في مجموعة من العلامات والأعراض، بما في ذلك الطفح الجلدي والحمّى وتورّم العُقد اللمفويّة والتَعَب والصداع وآلام العضلات. لكنّ نسبة صغيرة فقط من المرضى تحتاج إلى تلقّي علاج في مستشفى، ويسري ذلك لدى الأشخاص الأكثر عرضة لخطر المرض الوخيم أو لمضاعفات شديدة، بمن في ذلك الحوامل والأطفال والأشخاص المصابون بنقص المناعة.

لكنّ القائمين على المكتب يشدّدون على أنّه ما زالت الوقاية من جدري القرود أمراً ممكناً، شارحين أنّ تدابير بسيطة من شأنها الحدّ من خطر العدوى. ولعلّ أفضل تلك التدابير حالياً هو تجنّب مخالطة الأشخاص المصابين.

ومنذ رصد تفشّي العدوى بجدري القرود ابتداءً من مايو/ أيار الماضي، راح المعنيون يعملون على توفير اللقاحات المضادة لهذه المرض. لكنّ إمداداتها ما زالت محدودة بحسب المسؤولين الأمميين. لذا ‏توصي منظمة الصحة العالمية بالتحصين الموجّه عند توفّر اللقاحات، للذين هم معرّضون لمخالطة مصابين وللذين يواجهون مخاطر تعرُّض مرتفعة كالعاملين الصحيين وبعض العاملين في المختبرات ومن لهم علاقات جنسيّة متعدّدة.

وبخلاف عملية التحصين المضادة لكوفيد-19، لا تنصح المنظمة الأممية بالتحصين الجماعي باللقاحات المضادة لجدري القرود بسبب الآليّات المختلفة لانتقال المرض وسريانه، ولأنّ طرق التحصين الأكثر استهدافاً أكثر فعالية في حماية أولئك الأكثر عرضة للخطر.

وتشير منظمة الصحة العالمية كذلك إلى أنّ البيانات المتعلّقة بفعالية تلك اللقاحات في الوقاية من جدري القرود ما زالت محدودة على مستوى الممارسات السريرية والمجالات الميدانية. فحتى الآن، ثمّة أمور كثيرة مجهولة بشأن الآثار السريرية للقاحات وبشأن الاستخدام الأنسب لها باختلاف البيئات والسياقات.

وكانت المنظمة الأممية قد عقدت، في اﻷسبوع الماضي، اجتماعاً خاصاً مع مجموعة من العلماء للنظر في إعادة تسمية مرض جدري القرود، والهدف من ذلك تقليل اﻷثر السلبي غير الضروري لذلك المرض على التجارة أو السفر أو السياحة أو رفاه الحيوان، وتجنّب اﻹساءة إلى فئات ثقافية أو اجتماعية أو وطنية أو إقليمية أو مهنية أو عرقية. وبعد مراجعة موسّعة، وافقت المجموعة على فتح المجال أمام عامة الناس لتقديم اقتراحات بشأن التسمية البديلة.

(العربي الجديد)

المساهمون