منظمة الصحة العالمية: حقّقنا هدفنا من حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال في غزة

12 سبتمبر 2024
جرعة لقاح ضدّ شلل الأطفال بمدينة غزة شمالي القطاع، 10 سبتمبر 2024 (عمر القطّاع/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **نجاح الجولة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة**: حققت الحملة هدفها بالوصول إلى أكثر من 90% من الأطفال الفلسطينيين دون العاشرة.
- **التزام الفلسطينيين وتحديات التطعيم**: تلقى نحو 530 ألف طفل الجرعة الأولى من اللقاح رغم التحديات الكبيرة في ظل الحصار والعدوان الإسرائيلي.
- **التعاون الدولي والجهود المستمرة**: نفذت الحملة بالتعاون بين منظمة الصحة العالمية، أونروا، اليونيسف، ووزارة الصحة الفلسطينية، مع إدخال 1.26 مليون جرعة من اللقاح.

كشفت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، أنّ الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة حقّقت هدفها المتمثّل بالوصول إلى أكثر من 90% من الفلسطينيين الصغار دون العاشرة من عمرهم. وقال ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن، أمام صحافيين في اليوم الثالث والأخير من الجولة الأولى التي انطلقت من وسط القطاع في الأوّل من سبتمبر/ أيلول 2024: "نحن واثقون من أنّنا حقّقنا الهدف على الأرجح".

وأتى ذلك في يوم التطعيم الثالث ضدّ شلل الأطفال في شمال قطاع غزة المعزول، فيما تمضي آلة الحرب الإسرائيلية في هيمنتها على القطاع المحاصر لليوم الـ342. وتواصل فرق التطعيم مهماتها في إطار المرحلة الثالثة والأخيرة (انطلقت في العاشر من سبتمبر الجاري) من الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال، من دون أيّ إشارة حتى الساعة إلى احتمال تمديد عملية التطعيم في الشمال يوماً إضافياً مثلما جرى في الوسط والجنوب في المرحلتَين السابقتَين.

الصورة
نقطة تطعيم ضد شلل الأطفال في مدينة غزة - شمال قطاع غزة - 10 سبتمبر 2024 (داود أبو الكاس/ الأناضول)
في إحدى نقاط التطعيم ضد شلل الأطفال في مدينة غزة شماليّ القطاع، 10 سبتمبر 2024 (داود أبو الكاس/ الأناضول)

يوم تطعيم ثالث ضد شلل الأطفال في شمال غزة المعزول

ويُسجَّل التزام كبير من قبل الفلسطينيين في قطاع غزة بتزويد الصغار باللقاح المطلوب، ولا سيّما أنّ بيانات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأخيرة، أمس الأربعاء، أفادت بأنّ نحو 530 ألف طفل تلقّوا (حتى ذلك الحين) الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لشلل الأطفال في كلّ أنحاء القطاع، من أصل نحو 640 ألفاً. يُذكر أنّ المستهدَفين بحملة التطعيم الطارئة هم الأطفال دون العاشرة من عمرهم، سواء أكانوا قد تلقّوا جرعة من اللقاح المضاد للمرض الفيروسي الذي بدأ يتفشّى في القطاع أم لا.

وأكدت وكالة أونروا، في تدوينة نشرتها على موقع إكس، أمس الأربعاء: "نواصل العمل على مدار الساعة للوصول إلى جميع الأطفال دون سنّ العاشرة"، وذلك "في مواجهة كلّ التحديات وبفضل تفاني العاملين الصحيين التابعين لنا". تجدر الإشارة إلى أنّ شمال قطاع غزة، حيث ينصبّ التركيز اليوم، يضمّ محافظة غزة ومحافظة شمال غزة، فيما يتألّف الجنوب من محافظة خانيونس ومحافظة رفح، أما وسط القطاع فيتألّف من محافظة دير البلح.  

وكانت وكالة أونروا التي تنفّذ مع منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وشركاء حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية، قد شدّدت في أكثر من مرّة، منذ ما قبل انطلاق الحملة، على أنّه لا بدّ من تحصين ما لا يقلّ عن 90% من أطفال غزة حتى تكون الحملة فعّالة ويُصار بالتالي إلى تطويق المرض الفيروسي.

تجدر الإشارة إلى أنّ تحليل عيّنات من مياه الصرف الصحي أُخذت من دير البلح في وسط قطاع غزة وخانيونس في جنوبه، في يونيو/ حزيران الماضي، قد بيّن وجود فيروس شلل الأطفال من النمط 2 فيها، بحسب ما أفادت النتائج الصادرة في يوليو/ تموز الذي تلاه. وهو ما دعا الأمم المتحدة، بمختلف وكالاتها المعنيّة، ووزارة الصحة الفلسطينية، إلى الاستنفار من أجل تنفيذ حملة التطعيم الطارئة. وبعدما نجحت منظمة يونيسف في إدخال 1.26 مليون جرعة من اللقاح المضاد لشلل الأطفال إلى القطاع المحاصر، في أغسطس/ آب الماضي، وسط عرقلة من قبل سلطات الاحتلال، حُدّد موعد الحملة الطارئة، ولا سيّما أنّ إصابة أولى رُصدت في وسط قطاع غزة لدى طفل رضيع يبلغ من العمر عشرة أشهر، لم يكن قد تلقّى لقاحاته بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقد أتى تحديد مواعيد المراحل الثلاث من الجولة الأولى من حملة التحصين الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة، بعدما تعهّدت سلطات الاحتلال بـ"هدن إنسانية" متقطّعة وفي نقاط محدّدة، علماً أنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، كان قد طالب بوقف إنساني لإطلاق النار على مدى أسبوع كامل لإنجاز المهمّة الصحية العاجلة، كذلك الأمر بالنسبة إلى المسؤولين في الوكالات الأممية المعنية بهذا الملف، وإلى منظمات دولية مختلفة. وفي هذا الإطار، يمضي المعنيون بالتشديد على أنّ التزام الهدن الإنسانية، ولو متقطّعة، أمر جوهري من أجل تحقيق الهدف من الحملة.

يُذكر أنّه بعد أسبوع من المرحلة الثالثة والأخيرة من الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة، ستنطلق الجولة الثانية لتزويد الفلسطينيين الصغار بجرعتهم الثانية من اللقاح الذي من شأنه أن يقيهم من المرض الفيروسي الذي يهدّدهم. يُذكر أنّ شلل الأطفال ليس المرض الوحيد الذي يستهدف هؤلاء، فثمّة تهديدات أخرى متأتية من أمراض مختلفة، ولا سيّما الجلدية، وتلك المرتبطة بسوء التغذية، بسبب ظروف الحياة المتدهورة في القطاع المستهدف منذ أكثر من 11 شهراً. فأكثر من 90% من أهل غزة نازحون اليوم، وقد هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية، وهم يفتقرون إلى أدنى شروط العيش الكريم والسليم، وسط سياسة التجويع التي يتّبعها الاحتلال وعدم توافر الظروف الصحية والنظافة التي من شأنها أن تضمن سلامة الأفراد.

المساهمون