طلبت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، مساعدة من الناس لاقتراح أسماء جديدة لمرض جدري القرود، والهدف من ذلك تخفيف الوصم الذي يترافق مع الاسم الحالي للمرض سريع الانتشار، علماً أنّ الفيروس الذي يتسبّب فيه يحمل الاسم نفسه.
وكانت المنظمة قد عبّرت قبل أسابيع عن قلقها حيال اسم المرض الذي رُصد على الساحة العالمية في مايو/ أيار الماضي. وفي هذا الإطار، كان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية مايك رايان قد لفت، في أواخر يوليو/ تموز الماضي، إلى أنّ ثمّة عملية تجرى لإعادة تسمية جدري القرود، بهدف تجنّب استخدام الاسم "كسلاح" أو بطريقة عنصرية.
ويحذّر خبراء من أنّ الاسم الحالي قد يشكّل وصمة، من جهة للقرود التي تؤدّي دوراً صغيراً في انتشاره، ومن جهة أخرى لقارة أفريقيا التي ترتبط غالباً بهذه الحيوانات.
ففي البرازيل مثلاً، سُجّلت في الآونة الأخيرة حالات تهجّم على قرود، على خلفية الخوف من المرض الذي يظنّ كثيرون أنّه مرتبط بتلك الحيوانات. وبعيد تلك الاعتداءات، أوضحت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس أنّ "الناس يحتاجون إلى معرفة أنّ انتقال الفيروس الحالي يحدث بين البشر".
واليوم الثلاثاء، أفادت المتحدثة باسم المنظمة فاضلة شعيب أمام صحافيين في جنيف بأنّ "مرض جدري القرود أُعطي اسمه قبل الممارسات الحالية السليمة في تسمية الأمراض". أضافت: "نريد فعلًا إيجاد اسم لا يمثّل وصمة"، مشيرة إلى أنّ مجال الاستشارات مفتوح حالياً أمام جميع الراغبين في ذلك عبر موقع إلكتروني تابع لمنظمة الصحة العالمية عنوانه "https://icd.who.int/dev11".
Let's talk about #monkeypox : the virus, the symptoms & how it spreads 👇 pic.twitter.com/sS9M5NPrZF
— World Health Organization (WHO) (@WHO) August 16, 2022
واستُخدم مصطلح "جدري القرود" للمرّة الأولى عندما اكتُشف هذا الفيروس في عام 1958 لدى قرود في مختبر بالدنمارك، غير أنّه اكتُشف أيضاً لدى أنواع أخرى من الحيوانات، خصوصاً القوارض. أمّا الإصابة البشرية الأولى به فقد رُصدت في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفي حين أنّ الفيروس قد ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، كما هي حال فيروسات أخرى، يشدّد خبراء منظمة الصحة العالمية على أنّ انتشاره أخيراً يعود إلى عدوى بين البشر حصراً.
وفي مايو/أيار الماضي، راح المرض ينتشر بسرعة حول العالم، خصوصاً بين الرجال المثليين الذين يشكّلون النسبة العظمى من المصابين به، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية وكذلك الهيئات الصحية الأخرى من قبيل المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي).
وقد سُجّلت أكثر من 31 ألف إصابة مؤكّدة في العالم منذ مطلع عام 2022، في خارج الدول التي يتوطّن الفيروس فيها عادة، وتوفي 12 مصاباً بالمرض، وفقاً لآخر بيانات المنظمة التي أعلنت في 23 يوليو/تموز الماضي أعلى مستوى من التأهب لتعزيز مواجهة الأزمة الصحية، فعدّت جدري القرود "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً عالمياً".
وفي ما يتعلّق بالجدال الدائر حول الاسم، أعلنت منظمة الصحة العالمية في الأسبوع الماضي أنّ مجموعة من الخبراء اجتمعت واتّفقت على اعتماد أسماء جديدة لمتحوّرات فيروس جدري القرود.
تجدر الإشارة إلى أنّه في يونيو/ حزيران الماضي، كشفت المنظمة أنّها تعمد إلى التنسيق مع خبراء من أجل الخروج باسم جديد لجدري القرود الذي راح يُرصَد أكثر فأكثر في بقاع مختلفة من العالم. وقد أتى ذلك بعدما لفت أكثر من 30 عالماً على موقع "فيرولوجيكال" الإلكتروني إلى حاجة طارئة لتغيير اسم الفيروس والمرض إلى ما هو "غير تمييزي" و"غير وصمي". وقد أوضح هؤلاء العلماء أنّ المنظمة الأممية توصي، في العادة، بتجنّب أسماء المناطق والحيوانات عند تسمية الفيروسات والأمراض.
(فرانس برس، العربي الجديد)