يُعاني سكان مناطق الشمال السوري من انتشار واسع للأمراض التنفسية في المنطقة، وتشير مصادر طبية إلى أنه الأعلى منذ خمس سنوات، إذ تكتظ المستشفيات والنقاط الطبية بالمرضى وخصوصاً الأطفال، وتعدّ أعراضها مشابهة لأعراض فيروس كورونا.
ويوضح معاون مدير صحة إدلب الطبيب حسام قره محمد، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن التفشي في المنطقة لم يصل إلى حد الجائحة، لكنه متوطن في المنطقة. ويقول: "أرقام المصابين كبيرة والأسباب موسمية، لكن الجو العام يزيد الإصابات بالإضافة إلى مواد التدفئة المستخدمة. وبينت شبكة الإنذار المبكر بالتنسيق مع مديرية الصحة، أن غالبية الحالات مصابة بالإنفلونزا أ. لكن غالبية الحالات تترافق مع أمراض جرثومية تضعف المناعة، وقد تتحول إلى إنتان شديد (استجابة مُعممة في جميع أنحاء الجسم تجاه تجرثم الدم أو عدوى أخرى بالإضافة إلى تعطل وظائف أو فشل أجهزة رئيسية في الجسم)".
بدوره، يبيّن مدير مخيم الرحمة في منطقة دير حسان أبو شام، لـ"العربي الجديد"، أن أعداد الإصابات كبيرة في المخيمات، وأن هناك تشابهاً كبيراً بين أعراض المرض وأعراض الإصابة بفيروس كورونا. ويقول: "الإصابات التي نراها كبيرة. أطفالي وأطفال شقيقي وأطفال جيراني بالقرب مني كلهم مصابون. ترتفع درجة حرارتهم بشكل مفاجئ وتصل إلى حد الـ40 درجة مئوية، ومنهم من يزودون بالأكسجين في المستشفى. ويعاني المصابون من سعال حاد وترتفع درجة حرارتهم. أنا من بين الأشخاص الذين حصلوا على لقاح كورونا، لكن ما يحدث مختلف. بعض الذين أعرفهم عانوا مدة 15 يوماً جراء الإصابة، والبعض الآخر عولج باستخدام أدوية للسعال. يتوجه الأهالي إلى المستشفيات الحكومية والصيادلة".
بدورها، تعيش آمنة عبد السلام المقيمة في تجمع مخيمات دير حسان معاناة في الوقت الحالي، مع إصابة أطفالها الأربعة بالإنفلونزا. وتقول لـ"العربي الجديد": "تعبنا منذ بداية الشتاء. الأطفال مصابون بالزكام والسعال. يعودون من المدرسة وهم يعانون. نرجو أن تشرق الشمس لينعم الأطفال بالدفء".
وتشير مصادر طبية في حديثها لـ"العربي الجديد" إلى أن المنطقة شهدت ارتفاعاً في معدلات الإصابة بالإنفلونزا من نوعي "أ" و"ب"، والنوعان من الإنفلونزا الموسمية، بالإضافة إلى انتشار فيروس المخلوي التنفسي الذي يسبب التهاب القصيبات الشعرية لدى الأطفال. وقد تجاوزت نسبة الإصابة بالإنفلونزا "أ" الـ90 في المائة".
وتلفت المصادر إلى أن موسم الأمراض التنفسية الحادة الحالي لعامي (2023 - 2024) هو الأعلى خلال السنوات الخمس الماضية، سواء حالات المرض الشبيهة بالإنفلونزا أو المرض التنفسي الحاد الشديد. كما أن نسبة فحوصات كورونا هي العليا خلال الأسبوع الخامس في العام الجاري. وتظهر النتائج المخبرية تزايداً تدريجياً في نسبة الأنفلونزا أ.