الشرطة الإيرانية للرئيس المنتخب: لن نعطل خطة "النور" للتصدي لغير المحجبات

24 يوليو 2024
الشرطة الإيرانية تواصل مطاردة غير المحجبات في إيران، 17 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انتخاب مسعود بزشكيان رئيسًا لإيران، الذي يعارض استخدام العنف لإجبار النساء على ارتداء الحجاب، بينما تؤكد قوات الأمن الداخلي استمرار "خطة النور" لمواجهة غير المحجبات.
- بزشكيان يدعو إلى تغيير النظرة تجاه المرأة وإشراكها في المناصب، وينتقد وجود "حراس الحجاب" في المترو، مشددًا على أن الاحترام يجب أن يكون عمليًا.
- منذ وفاة مهسا أميني في سبتمبر 2022، شهدت إيران احتجاجات واسعة وخلع النساء للحجاب كخطوة احتجاجية، مما أدى إلى عودة دوريات شرطة الآداب في مارس الماضي.

في رسالة غير مباشرة للرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، الذي أعلن خلال حملته الانتخابية معارضته لخطط التصدي للمواطنات غير الملتزمات بالحجاب في الشوارع، أكدت قيادة قوات الأمن الداخلي (الشرطة)، اليوم الأربعاء، أنها لن تعطل "خطة النور" لمواجهة غير المحجبات، وأنها ستستمر في تنفيذها.

وقال نائب القائد العام للشرطة الإيرانية، العميد قاسم رضائي، في تصريحات من مدينة قزوين، غربي طهران، إن "القانون هو أساس عملنا، ومع تغيير الحكومات لن يحدث خلل في تنفيذ هذه الخطة"، مشيرا إلى أن "مكافحة الجرم المعلن من مسؤوليات الشرطة"، مضيفا: "لن نبقى رهن الأمواج، وفي مجال العفاف والحجاب لدينا وظائف ومسؤوليات قانونية وتكليف شرعي"، مشددا على أن "خطة النور غير قابلة للتعطيل، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروع الدين، ولا يمكن تعطيلها".

غير المحجبات في إيران والعنف

وتأتي تصريحات نائب قائد الشرطة الإيرانية فيما يترقب رافضو الحجاب في إيران ما سيفعله الرئيس الإيراني الإصلاحي المنتخب مسعود بزشكيان بشأن خطط وقوانين الحجاب والعفاف بعد توليه رسميا الرئاسة الإيرانية ابتداء من الأحد المقبل، بعد تنصيبه رئيسا من قبل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إثر فوزه بالرئاسة الإيرانية في الخامس من الشهر الجاري.

وكان بزشكيان قد وجه أكثر من غيره انتقادات خلال حملاته ومناظراته الانتخابية لطريقة التعامل مع قضايا المرأة الإيرانية. وأعلن بزشكيان رفضه لمعاملة المرأة الإيرانية بعنف لإجبارها على الالتزام بالحجاب، قائلا إن "التعامل مع مسألة الحجاب لا ينبغي أن يكون مشفوعا بالعنف والقوة والإجبار، ولا يمكن لنا أن نطلب منهن بالإجبار ارتداء ما نرغب به"، مضيفا أن "النساء والبنات هن شريكات الرجال في الحياة، فلا ينبغي أن نضع عقبات أمام تقدمهن".

وفيما كان البرلمان الإيراني المحافظ يعمل على سن قانون بشأن الحجاب والعفاف، أكد بزشكيان أنه "لا يمكن من خلال القانون تغيير سلوك الناس، وكما لم ينجحوا سابقا (في إشارة إلى العهد الملكي قبل ثورة 1979)، في نزع الحجاب عن الإيرانيات بالقوة، نحن أيضا لن نستطيع فرض الحجاب عليهن بالقوة".

ودعا بزشكيان إلى تغيير النظرة تجاه المرأة الإيرانية وإشراكها في المناصب والمسؤوليات، قائلا ردا على تصريحات المرشحين المحافظين بشأن ضرورة احترام المرأة ومكانتها: "إننا لم نستطع حل مسألة العنف ضد النساء، والآن نتحدث عن ضرورة احترامهن.. الاحترام يجب أن يكون على الصعيد العملي وليس الكلامي"، منتقدا رئيس بلدية طهران، الذي ترشح للانتخابات الرئاسية عليرضا زاكاني، لوجود "حراس الحجاب" في محطات المترو في العاصمة.

ينتقد الخبير الإيراني أحمد زيد أبادي، في حديث مع "العربي الجديد"، تصريحات نائب القائد العام للشرطة الإيرانية، قائلا إنه من المستبعد ألا يكون العميد رضائي مطلعا على وعود الرئيس المنتخب بشأن تعطيل "خطة النور"، متسائلا عن أسباب إطلاق تصريحات تعتبر بطريقة غير مباشرة أن أحد أهم وعود الرئيس الإيراني "لا قيمة لها وغير عملية"، وذلك على أعتاب أدائه اليمين الدستوري، الثلاثاء المقبل.

وأطلقت الشرطة الإيرانية، منذ مارس/ آذار الماضي، "خطة النور" لإنهاء ظاهرة خلع الحجاب في الشوارع الإيرانية التي برزت منذ 16 سبتمبر/ أيلول 2022 على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت من جراء وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها في طهران بتهمة عدم التقيد بقواعد الحجاب. وبعد الاحتجاجات، أصبحت إيران تشهد واقعا ومشهدا مختلفين في موضوع الحجاب في المجتمع عما كان سائدا قبل اندلاعها. وقد بدأت حينها إيرانيات بخلع الحجاب كخطوة احتجاجية، تحولت مع مرور الوقت إلى ظاهرة تنتشر خاصة في المدن الكبرى، حيث تظهر إيرانيات في الشوارع والأماكن العامة من دون غطاء الرأس، فضلا عن أن بعضهن لم يعدن يرتدين المعطف الذي يغطي الجسم حتى الركبة، كما أن البعض منهن أصبحن يكشفن عن أجزاء فوقية من الصدر في خطوة غير مألوفة في إيران.

وأنهت السلطات عمل دوريات شرطة الآداب في الشوارع، والتي أثار نشاطها جدلا واسعا في البلاد، لكن السلطات الإيرانية حاولت من خلال تبني خطط وقوانين جديدة، واعتقال ومحاكمة فنانات ظهرن في فضاءات عامة من دون الحجاب، التصدي لظاهرة خلع الحجاب، إلا أن تلك الخطوات لم تنجح حتى الآن. وعادت الدوريات منذ مارس الماضي إلى الشوارع في مناطق محددة، للتصدي لظاهرة خلع الحجاب المنتشرة.

المساهمون