تمركزت الشرطة الكندية، صباح السبت بالتوقيت المحلي، قرب "جسر أمباسادور" الحدودي، لإجلاء أصحاب الشاحنات المتظاهرين ضد التدابير الصحية، الذين أغلقوا هذا المحور الرئيسي بين كندا والولايات المتحدة منذ الاثنين الماضي.
لكن فيما بدأت الشرطة عمليتها التي شملت إزالة الخيام التي نصبت في الشوارع، علماً أنّ بعض الشاحنات غادرت المكان بحلول صباح السبت، استمرت الاحتجاجات هناك، وفي أماكن أخرى.
ومع تقدم الشرطة ببطء مدعومة بمدرعات على الجسر، استمر عشرات المتظاهرين في إغلاق الطريق. وحذّرت شرطة ويندسور حيث يقع الجسر: "نحن مستمرون في إنفاذ القانون. الأفراد الذين سيكونون في منطقة التظاهرة سيتعرضون للتوقيف. ننصح الأشخاص بإخلاء المنطقة فوراً".
وجرى تحذير المتظاهرين من أنهم قد يواجهون غرامات باهظة والسجن وفقدان رخص قيادتهم إذا استمروا في إعاقة حركة المرور.
وكتبت الشرطة، صباح السبت، على "تويتر"، معلنة بدء تدخلها: "نحض جميع المتظاهرين على التصرف بشكل يحترم القانون، وبطريقة سلمية. لا يزال يطلب من الركاب تجنب المناطق المتضررة من التظاهرات في هذا الوقت".
WINDSOR POLICE SERVICE NEWS RELEASE
— Windsor Police (@WindsorPolice) February 11, 2022
Message to Demonstrators from Windsor Police Servicehttps://t.co/bjdqTSkgSY pic.twitter.com/mrsn7OHspI
وتجمع نحو 20 متظاهراً معاً، في حين ظل آخرون في شاحنات صغيرة وسيارات، عندما طلبت الشرطة من السائقين المغادرة، وتمركزت شاحنات وعربات إسعاف بالقرب من مكان الاحتجاج.
ووصل عشرات من عناصر الشرطة والمركبات إلى الموقع صباحا، وتمركزوا لمواجهة نحو خمسين متظاهرا كانوا يشلّون بشاحناتهم الجسر الذي يربط ويندسور في أونتاريو بمدينة ديترويت الأميركية.
وأصدرت المحكمة العليا في أونتاريو، الجمعة، أمراً يقضي بمغادرة هؤلاء المتظاهرين، لكن الأمر القضائي لم يثبط عزيمتهم، وقالوا إنهم مصممون على المضي قدماً في تحرّكهم.
وكان لإغلاق الجسر الحدودي تداعيات على قطاع صناعة السيارات على جانبي الحدود. وضغطت واشنطن على الحكومة الكندية، الخميس، طالبة منها استخدام "الصلاحيات الفدرالية" لفض الاحتجاج.
والجمعة، خلال اتصال هاتفي مع جاستن ترودو، تناول الرئيس الأميركي جو بايدن "العواقب الخطيرة" لتعطيل الاقتصاد الأميركي من جراء الاحتجاجات الكندية. إذ تمر أكثر من 25 في المائة من السلع المصدرة بين الولايات المتحدة وكندا عبر هذا الجسر.
وبعد ساعات، أكد ترودو أن الحدود "لن تبقى مغلقة"، واعداً بتكثيف تدخل الشرطة ضد المحتجين، وأن "كل الخيارات واردة" لإنهاء تحرّك المحتجّين، لكنه أوضح في الوقت ذاته أنه غير مستعد لنشر الجيش فوراً، معتبراً أنه "الحل الأخير".
واحتشد عدد كبير من المحتجين في العاصمة أوتاوا، حيث توقفت مئات الشاحنات الكبيرة منذ 15 يوماً، ملهمةً تحركات مماثلة في فرنسا ونيوزيلندا.
وصباح الجمعة، أعلن رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو، حيث جسر أمباسادور والعاصمة الفدرالية أوتاوا، حالة الطوارئ. وقال خلال مؤتمر صحافي: "سنتّخذ كلّ التدابير الضرورية لضمان إعادة فتح الحدود، وأقول لسكّان أوتاوا المحاصرين: سنحرص على أن تكونوا قادرين على استئناف حياة طبيعية في أسرع وقت".
وبعد ساعات، أمر قاضٍ المحتجين الذين يقدّر عددهم بالمئات، بالإضافة إلى عشرات الشاحنات، بمغادرة الجسر الجمعة قبل الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي.
وإضافة إلى جسر أمباسادور، يغلق المحتجّون طريقين رئيسيين آخرين، الأول في إيميرسون، ويربط مقاطعة مانيتوبا بداكوتا الشمالية، والثاني في مقاطعة ألبرتا.
وبدأ "موكب الحرية" في غرب البلاد احتجاجاً على إلزام سائقي الشاحنات الذين يعبرون الحدود بين الولايات المتحدة وكندا بتلقي اللقاح، أو الخضوع للفحوص، ولكن التحرك تحول إلى تظاهرة واسعة ضد القيود الصحية وحكومة ترودو.
وزادت أعداد المتظاهرين في شوارع أوتاوا خلال الأيام الأخيرة، ونُصبت منصة احتجاج أمام البرلمان. وقال مات لينير، الذي علّق العلم الكندي على هراوة هوكي، إنه لا يشعر بالقلق، موضحا: "ندافع عما نؤمن به، ولا نخالف أي قانون".
وتوعد بعض المتظاهرين بالاحتجاج في مدن كندية رئيسية أخرى مثل مونتريال، أو تورونتو، كما وصلت شرارة هذه التحركات إلى أماكن أخرى من العالم.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)