يُواجه النازحون في عموم مخيمات الشمال السوري أزمة حقيقية في تأمين متطلبات الحياة الأساسية، مع قرب حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ، يفاقم ذلك ضعف الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات.
النازحون الذين يتجاوزون تعداد مليون نسمة يقيمون في مخيمات بلغ عددها 1293 مخيما، يواجهون غياب إمدادات التدفئة الأساسية، التي تعمل منظمات محلية ودولية على تزويدهم بها في كل عام، وذلك بالحدّ الأدنى ولجزء فقط منهم، بينما على البقية الاعتماد على النفس لتوفيرها.
وإلى جانب فقدان مواد التدفئة، يعتمد نحو نصف مليون نازح على شراء الخبز بشكل مباشر، وهو من المواد الأساسية التي تعدّ عصبا للحياة في هذه المخيمات، يزيد معاناتهم في الحصول عليها انخفاض الكمية وارتفاع السعر، مع تراجع الدخل اليومي.
ووثّق فريق "منسقو استجابة سورية" حاجة 468,913 شخصاً لشراء الخبز في 498 مخيما، وهذه المخيمات غير مزودة بخامات الخبز، وتعاني من شح في دعم وتأمين المتطلبات الأساسية للحياة، في الوقت الذي أكد الفريق أن المنطقة شهدت ارتفاعا في الأسعار بنسبة 300%.
في مخيم أهل التّح، يتطلع النازحون إلى الحصول على مواد التدفئة كجزء من المساعدات المرتبطة بفصل الشتاء، وتدني درجات الحرارة بشكل أكبر.
وفي السياق، بيّن مدير المخيم عبد السلام يوسف، لـ"العربي الجديد"، أنّ مواد التدفئة من الحاجيات الأساسية لسكان المخيم، ويعتمد الأهالي بشكل كبير على الحطب في التدفئة، مناشدا المنظمات الإنسانية توفيره لنازحي المخيم.
بدوره، يؤكد المهجر من ريف حمص الشمالي خالد المحمد، وهو ربّ أسرة من أربعة أطفال ويقيم في مخيم مشهد روحين، لـ"العربي الجديد"، أنّ فصل الشتاء يحمل معه الكثير من الأعباء، لا سيما أن العمل يقلّ فيه لدرجة كبيرة، ما يجبره على ترقب المساعدات الإنسانية. ومع حلول الشتاء، يأمل هذا العام أن يحصل على كمية من الحطب المخصص للتدفئة بالإضافة إلى أكياس الفحم. موضحا أنه بات من الصعب عليه الحصول على المواد الأساسية مثل الخبز والزيت.
في المقابل، أكد فريق "منسقو استجابة سورية" أنّ مئات الآلاف من المدنيين يسعون اليوم إلى تقليل عدد الوجبات اليومية وكميات الطعام لتغطية المستلزمات الأساسية، في خطوة جديدة نحو الهاوية وزيادة الفجوات في تمويل الاستجابة الإنسانية في سورية.
وتوجّه الفريق بمناشدة للمنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، داعيا إياها للعمل على تأمين المستلزمات الأساسية للنازحين، وخاصةً مع دخول فصل الشتاء، وعجز المدنيين الكامل في التوفيق بين تأمين مستلزمات التدفئة والغذاء.