السيارات الجوالة وسيلة أهالي إدلب لتأمين مصدر دخل

06 مايو 2023
العمل ضمن السيارات الجوالة بات خياراً جيداً لكثير من الشبان (العربي الجديد)
+ الخط -

أمام سيارة مُزوّدة بماكينة "إكسبريس" ومُعدّات طحن القهوة وتحضيرها، يقف الشاب السوري محمد نور الحامض في أحد شوارع إدلب منتظراً قدوم أحد الزبائن الراغبين في احتساء هذا المشروب الذي يعدّه في عين المكان ومنه يكسب قوت يومه.

يقول محمد لـ"العربي الجديد" إنّ "فكرة المشروع بدأت بعد إصابتي وتعرضي لبتر في قدمي، كانت لديّ سيارة خاصة فقررت أن أجري عليها بعض التعديلات، وأتمكن من سياقتها لتكون مصدر رزقي، إذ أقدم فيها معظم المشروبات الساخنة، بسبب عجزي عن استئجار محل خاص".

ويضيف: "وجدت ضالتي في هذه السيارة، فسعرها لا يتجاوز ألف دولار، ما يعني أنه أقل من إيجار سنة، وفي الوقت نفسه يمكنني التنقل فيها من مكان إلى آخر مع عائلتي، إضافة إلى قدرتي على تغيير الموقع والبحث عن الأماكن المناسبة للعمل بشكل أكبر حسب الموسم، لقد باتت هذه السيارة مصدر رزق لي ولأطفالي الثلاثة".

ويوضح المتحدث أن العمل ضمن هذه السيارات الجوالة بات خياراً جيداً لكثير من الشبان، يوفر عليهم تكاليف الإيجار والتنقل من مكان لآخر كلما طلب صاحب المحل إفراغه أو رفع سعره، إذ تتفاوت أسعار المحال التجارية في إدلب ما بين 100 إلى 200 دولار بحسب المساحة والموقع، كما أن المهجرين أمثالي يتوجب عليهم دفع إيجار البيت الذي يتراوح ما بين 50 إلى 100 دولار.

وتجدر الإشارة إلى أن العمل في السيارات الجوالة لم يكن وليد اليوم، إذ اعتاد السوريون على رؤية الباعة الجوالين في تجارات مختلفة، مثل الورد أو الخضر، إلا أن الجديد هو لجوء أصحاب المهن الحرة لهذه السيارات في محاولة للتغلب على الصعوبات المعيشية والاقتصادية.

مصطفى المسعود شاب من إدلب حوّل سيارته لورشة حدادة، يقول لـ"العربي الجديد": "جربت العمل ضمن محل في المنطقة الصناعية، لكن المقابل لا يغطي الإيجار ومستلزمات عائلتي المكونة من خمسة أفراد، فقررت أن أخوض غمار هذه التجربة".

يضيف المسعود: "تعتبر الكهرباء عصب العمل في مهنة الحدادة فقمت بتثبيت مولد كهرباء على السيارة وزودتها بمعدات مثل جهازي اللحام والقص والمثقب وأسطوانات لحام النحاس، وعلقت لوحة باسم الورشة على السيارة ليهتدي إليها الزبائن، واخترت زاوية جيدة في إدلب لتكون مركزاً شبه دائم لي وانطلقت بعملي".

أما زكريا عبد الهادي فقد ابتدع فكرة "الكومجي المتنقل" أي مُصلح سيارات جوال، وزود سيارته بمعدات المهنة ونشر رقمه في أماكن كثيرة وجلس منتظراً زبائنه.

يقول زكريا لـ"العربي الجديد" من المعروف أن الناس تلجأ لمحل "الكومجي" لإصلاح الأعطال التي تصيب العجلات، لكني قررت أن أتوجه إليهم في الأماكن التي تعرضوا فيها للعطب وبهذه الطريقة أوفر عليهم مشقة البحث عن الصيانة وأجني أرباحاً إضافية لأغطي مصاريف عملي والسيارة التي أتنقل بها، بينما لو كنت أعمل بأحد المحال فلن أحصل على ذات المردود.

يأمل من التقيناهم من أصحاب السيارات الجوالة أن تتغير أوضاع البلاد ويستقروا في أعمالهم ضمن محال ثابتة بأجور مناسبة، وبذلك يتخلصون من النفقات الزائدة ومن مشقة العمل في فصلي الصيف والشتاء.

المساهمون