السويداء: مبادرة "شعرك ذهب" تستهدف مريضات السرطان

28 يوليو 2024
بعض من الشعر المستعار (العربي الجديد)
+ الخط -

تستمر مجموعة من النساء المهتمات بالعمل الاجتماعي من محافظة السويداء، منذ أكثر من عام، في تنفيذ مبادرة اجتماعية إنسانية تهدف إلى دعم مريضات السرطان تحت عنوان "شعرك ذهب".

المبادرة التي بدأتها المدرسة بثينة شلغين التي نجت من المرض، بالتعاون مع جمعية أصدقاء مرضى السرطان في محافظة السويداء، وعدد من المتطوعات والمتطوعين، تهدف إلى إعطاء جرعة معنوية عالية للمصابات بمرض السرطان، اللواتي فقدن شعرهن، من خلال تقديم شعر مستعار لهن.

سلمى، اسم مستعار لإحدى المصابات بمرض السرطان، واللواتي استفدن من المبادرة، تقول لـ"العربي الجديد": "كانت هذه الهدية بمثابة جرعة أمل أقوى من كل الجرعات الكيميائية التي خضعت لها، إذ بعثت الحياة من جديد. قد يعتبرها الكثير بسيطة لكنها كانت بالنسبة إليّ جرعة حب كبيرة".

وتعتمد مبادرة "شعرك ذهب" على جمع خصل الشعر الطبيعي من متبرعات وتحويلها إلى شعر مستعار "باروكة"، ثم تقديمها لإحدى السيدات اللواتي فقدن شعرهن نتيجة المرض.

وحول المبادرة، تقول المشرفة عليها وصاحبة الفكرة المدرسة شلغين، في حديث لـ"العربي الجديد": "بدأت المبادرة بفكرة مشتركة بيني وبين زميلتي المدرسة علا أبو فخر في يونيو/ حزيران 2023، بحكم أنني على تماس مباشر مع المصابات بالمرض من خلال عملي التطوعي مشرفة في فريق الفحص المبكر عن سرطان الثدي بجمعية أصدقاء مرضى السرطان في السويداء". وتوضح أن المبادرة "بدأت بمنشور عبر فيسبوك، وطرحنا من خلاله فكرة دعم النساء اللواتي فقدن شعرهن بشعر مستعار طبيعي، بهدف رسم بسمة ثقة على وجوههن، لتأخذ المبادرة صدى واسعاً في مجتمع معروف بحبه للعمل الإنساني التطوعي. وبدأت النساء اللواتي يرغبن بالتبرع بشعرهن أو شعر بناتهن الاتصال بي وإبداء رغبتهن بذلك. وتشير إلى أن أصغر متبرعة كانت بعمر الست سنوات، وأكبرهن بعمر 78 عاماً.

تضيف شلغين أن تلك الرغبة في تبرع المرأة بشعرها تحمل قيمة نبيلة، لما يمثله الشعر لدى النساء من قيمة جمالية، فكيف إذا كانت ترغب بتقديمه علاجاً معنوياً وروحياً لرسم الأمل على وجه سيدة فقدت شعرها نتيجة المرض؟ لذلك، أسمينا المبادرة "شعرك ذهب".

وتكشف شلغين في حديثها لـ"العربي الجديد" أن عدد النساء اللواتي استطاعت المبادرة تقديم الشعر المستعار لهن بلغ 32 ممن أطلقت عليهن "محاربات مرض السرطان"، توزعن بين محافظة السويداء ومناطق في محافظتي دمشق وريفها. كما تسعى المبادرة إلى تغطية جميع المناطق السورية، ليكون الشعر الذي يقدمنه نساء السويداء سفير الأمل لكل امرأة وفتاة سورية فقدت شعرها جراء المرض.

الحملة التي لاقت استحسان نساء المحافظة اللواتي بادرن بتقديم خصل من شعرهن، لاقت دعماً من جهات عدة، كصالونات الحلاقة النسائية التي تقدم الشعر أو تدعم مادياً، بالإضافة إلى قيام بعض الصالونات في السويداء ومدينة جرمانا بريف دمشق بالمساعدة في حبك الشعر بالمجان.

وعن التحديات التي واجهت الحملة، تشير شلغين في حديثها لـ"العربي الجديد" إلى أن التحدي الوحيد كان يكمن بداية في الانتشار الإعلامي للمبادرة، ويعول الفريق على الإعلام في نشرها لتوسيع التجربة وأثرها، إذ إن وسائل الإعلام التي ساهمت بالمساعدة في انتشارها كانت قليلة.

وتعتبر المعلمة الناشطة في العمل المدني التطوعي، أنه من أهم الإيجابيات التي لامستها إبان الحملة، أنها تمنح الثقة والأمل للمستفيدات من الحملة من المصابات بالسرطان، بالإضافة إلى أنها تزرع وتنمي ثقافة العطاء في المجتمع، وخصوصاً لدى المتبرعات الصغيرات. يذكر أن محافظة السويداء جنوب سورية، تعتبر من أكثر المحافظات إصابة بمرض السرطان، وبلغ العدد حدود ثلاثة آلاف مريض. 

المساهمون