قتل 5 أشخاص، اليوم الأربعاء، جراء اشتباكات بالسلاح الأبيض بين مواطنين وعمال حصاد المانغو في إقليم النيل الأزرق، جنوب شرقي السودان.
وأفادت المتحدثة الرسمية باسم حكومة الإقليم فواتح النور البشير، في بيان صحافي، بأن الأحداث وقعت بمنطقة كوري بمحافظة قيسان في المنطقة الحدودية مع إثيوبيا.
من جهة ثانية، نفت المتحدثة بشدة أن يكون للأحداث أي أبعاد قبلية، موضحة أنها نتيجة خلاف بين مواطنين وعمال حصاد المانغو، ما أدى إلى مقتل 5 اشخاص داخل سوق بكوري جراء استخدامهم الأسلحة البيضاء.
ولفتت إلى أن الأجهزة الأمنية باشرت مهامها وبسطت سيطرتها، كما أُسندت بقوات إضافية واتخذت كافة الإجراءات القانونية التي تحفظ حقوق الجميع.
وكان إقليم النيل الأزرق، قد شهد خلال الفترات السابقة صراعاً قبلياً طاحناً ذهب ضحيته مئات الأشخاص، وجرح الآلاف وحرق مئات المنازل ونزح آخرون إلى المدن الكبرى.
وفي واحدة من أعنف جولات العنف القبلي التي شهدها السودان خلال السنوات الماضية، لقي 220 شخصاً مصرعهم في القتال الذي دار خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي على مدى يومين بين قبيلتين جنوبي السودان.
وتجدد القتال في ولاية النيل الأزرق، المتاخمة لإثيوبيا وجنوب السودان، بسبب نزاع على أرض، ما أدى لمعارك دموية بين قبيلة الهوسا، المنحدرة من غرب أفريقيا، وشعب "بيرتا".
وأدى القتال إلى نزوح حوالى سبعة آلاف شخص إلى مدينة الروسياريس. بينما فرّ آخرون إلى مناطق مجاورة، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وأتت تلك الجولة من العنف بعد جولة أولى وقعت بين القبيلتين في منتصف يوليو/تموز الماضي عام 2022، ما أسفر عن مقتل 149 شخصاً.
ويعتبر استغلال الأراضي مسألة حساسة للغاية في السودان، إحدى أفقر دول العالم، حيث تمثل الزراعة والثروة الحيوانية 43 في المائة من الوظائف و30 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
والهوسا هي آخر القبائل التي استقرت في النيل الأزرق، وتحظر التقاليد المتوارثة امتلاك أفرادها للأرض، لكن القبيلة ترفض هذا العرف، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
ويقول خبراء إن النزاعات القبلية تتصاعد في السودان بسبب الفراغ الأمني، وخصوصاً بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم إثر توقيع اتفاق سلام بين الفصائل المسلحة والحكومة المركزية عام 2020. وزاد تدهور الأمور انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، عندما أطاح قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، بشركائه المدنيين من الحكم الانتقالي المتفق عليه عقب سقوط الرئيس السابق، عمر البشير، في 2019.