السودان: نزوح كثيف في الخرطوم جراء القصف

07 سبتمبر 2024
نزوح مستمر في السودان، 22 أغسطس 2024 (إبراهيم حامد/ فرانس برس)
+ الخط -

نزحت مئات الأسر السودانية، صباح اليوم السبت، من مدينة بحري شمال الخرطوم بعد تبادل القصف المدفعي العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع، كما قال شهود عيان، وبالتزامن مع زيارة مدير منظمة الصحة العالمية بورتسودان.

وأفاد شهود عيان في منطقة حطّاب بمدينة بحري شمال الخرطوم، حيث توجد قاعدة عسكرية للجيش السوداني، بأن مئات الأسر فرّت من المنطقة "بعد اشتداد القصف المدفعي بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال أحد سكان المنطقة، نصر الدين: "منذ صباح السبت، رحلت مئات الأسر وهي تحمل بعض أمتعتها فوق رؤوسها وتسير شمالاً هرباً من القصف المدفعي". يضيف: "قوات الدعم السريع هاجمت منازل المواطنين جنوب حطّاب وأسرت بعضهم وأطلقت النار على آخرين".

ومنذ إبريل/ نيسان 2023، يشهد السودان حرباً مستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو. وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى. وتفيد تقديرات بأنها قد تصل إلى "150 ألفاً".

ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب أرقام الأمم المتحدة. وتسببت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة. وفيما تشتد المعارك في العاصمة، وصل مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس إلى مدينة بورتسودان في زيارة رسمية لمدة يومين.

وعقب وصوله، تفقد غبرييسوس مستشفى بورتسودان ومركزاً لمعالجة سوء التغذية لدى الأطفال. في هذا الصدد، قال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم: "الزيارة هي للوقوف على الوضع الصحي في البلاد".

وكان خبراء من الأمم المتحدة قد دعوا إلى نشر قوة "مستقلة ومحايدة من دون تأخير" في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان. وخلُص الخبراء المكلّفون من قبل مجلس حقوق الإنسان في تقرير إلى أنّ المتحاربين "ارتكبوا سلسلة مروّعة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم يمكن وصف الكثير منها بأنّها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وقال رئيس بعثة تقصّي الحقائق بشأن السودان محمد شاندي عثمان إنّ "خطورة هذه النتائج تؤكد الحاجة الملحّة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين". وكان مجلس حقوق الإنسان قد أنشأ هذه البعثة نهاية العام الماضي بهدف توثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ اندلاع الحرب منذ قرابة 17 شهراً.

(فرانس برس)

المساهمون