السلطات الجزائرية تهدد بعقوبات صارمة ضد المناورين بالسيارات والدراجات على الطرقات

16 فبراير 2022
تفاقمت ظاهرة اللعب بالسيارات وسط الطرق العامة والمناورات الخطرة (ناصر الدين زيبار/ Getty)
+ الخط -

تفاقمت ظاهرة اللعب بالسيارات والمناورة الخطرة بالدراجات النارية على الطرقات في الجزائر بشكل كبير، وتسبّب بعضها في حوادث سير وتعطيل حركة المرور، وهو ما دفع السلطات إلى التفكير في اتخاذ إجراءات حازمة تصل إلى عقوبات بالسجن وحجز السيارات، للحدّ منها.

وقبل أيام، تصدّت سلطات أمن العاصمة الجزائرية لتلاعب ومناورات خطيرة قامت بها مجموعة من السيارات والدراجات النارية، كان أصحابها ضمن موكب عرس على الطريق السيار في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية.

وأوقف الأشخاص في المجموعة سياراتهم ودراجاتهم النارية وقاموا بالرقص وسط الطريق، ما تسبّب في زحمة خانقة واستياء كبير من قبل المواطنين، قبل أن تتدخل السلطات التي أعلنت عن توقيف 11 شخصاً وإيداعهم السجن في انتظار محاكمتهم، وحجز سبع سيارات وأربع دراجات نارية.

وسبق ذلك وقوع حادث سير بعد قيام مجموعة من الشباب باللعب بالسيارات وسط الطريق العام، قبل أن تصطدم سيارات مسرعة بالسيارات المتوقفة.

وتعجّ مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر بالفيديوهات التي تتضمّن مشاهد لتلاعب الشباب بالسيارات والمناورة الحرّة بها وبالدراجات النارية.

وتخصّصت إحدى الصفحات التي تُعنى بقوانين السير والمرور في نشر هذا النوع من الفيديوهات التي تعمد السلطات إلى استغلالها لتوقيف المتورطين.

وإزاء تفاقم هذه الظاهرة، أعلنت السلطات عزمها تشديد التشريعات التي تعاقب على هذا النوع من الأفعال التي تمسّ بالسلامة المرورية.

وقال النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر، مراد سيد أحمد، مساء الأحد، في مؤتمر صحافي، إنّ "وزارة العدل ستعكف من الآن فصاعداً وبمعية شركائها على رسم سياسة جزائية خاصة بالتصرفات غير المسؤولة التي تمسّ بالسكينة العامة وراحة المواطنين".

وأوضح المسؤول القضائي أنه "لوحظ مؤخراً انتشار مثل هذه التصرفات بالطرقات والشوارع، وقيام بعض الأشخاص باستعمال سياراتهم ودراجاتهم النارية للاحتفال في وسط الطريق أو الغلق الكلي للطريق وإحداث اختناق مروري حاد، وهو ما يخلّ بالنظام العام، وعليه تقرّر في هذا الشأن التعامل بالصرامة اللازمة مع هذه الوقائع التي تمسّ بالسكينة العامة وراحة المواطنين والمساس بالنظام العام".

وطالب ناشطون في مجال السلامة المرورية بضرورة تغيير التشريعات وتوجيه تهم شديدة العقوبة إلى هؤلاء المخالفين.

وقال محمد بن عدي، مدير مدرسة لتعلم القيادة، إنّ "ما يقوم به الكثير من الشباب من مناورات دون شعور بالمسؤولية هو تعريض لحياة الغير للخطر وإعاقة الطريق العام والإخلال بالنظام العام، لذا يجب العمل على مصادرة كل المركبات والدراجات النارية المخالفة، كإجراء ردعي ضدّ المخالفين".

وقال عبد الفتاح أعراب، أحد المدونين في صفحة "أنفو ترافيك" المتخصّصة في فضح وكشف المخالفات المرورية والمناورات الخطرة للسائقين وحالات التلاعب بالسيارات في الطرق، في تصريح صحافي، إنّ فضح هذه التجاوزات هو ما تعمل عليه الصفحة، لردع الشباب والمخالفين من القيام بها مجدداً، ولتبليغ السلطات لاتخاذ التدابير اللازمة.

وأشار أعراب إلى أنّ "هذه التجاوزات باتت خطرة ومقلقة، لذلك فإنّ تصويرها ونشرها وإرسالها إلى الشرطة، في إطار ثقافة التبليغ، هو أمر ضروري للسلامة العامة وحماية المجتمع من هذه التجاوزات، والكثير من الفيديوهات ساعدت في توقيف المتسبّبين في التلاعب في الطرقات بالسيارات أو الدراجات النارية وغلق الطرقات".

المساهمون