الرقة تكافح الكلاب الشاردة بـ"السلاح"

03 مايو 2022
شكاوى كثيرة من الكلاب الشاردة في الرقة (العربي الجديد)
+ الخط -

دفع انتشار الكلاب الضالة في مدينة الرقة، شمال سورية، بلديتها إلى وضع آلية لقتل تلك التي تتجول ضمن مجموعات في ساعات متأخرة من الليل، وتثير خوف السكان والأطفال، وتتسبب في إزعاج كبير. 
يوضح رئيس بلدية منطقة الشعب بالرقة إبراهيم الرشيد، لـ"العربي الجديد"، أن "بلدية الرقة المركزية مسؤولة فقط عن الحدود الإدارية للمدينة وليس عن مناطق الريف، وهي تضم فرقة لمكافحة الكلاب الشاردة تابعة لدائرة الصحة جرى تزويد عناصرها بأسلحة خاصة لملاحقة تجمعات الكلاب الشاردة في الليل من أجل القضاء عليها. والإجراء نفسه معتمد منذ عشرات السنوات، وارتأت البلدية المركزية تطبيقه كما في السابق".
ويشير إلى أن "ظاهرة الكلاب الشاردة ليست جديدة، بل قديمة وتعود إلى عشرات السنوات، لكن زادها أخيراً انتشار الأوساخ والأوبئة وإهمال أمور أخرى جعلت عدد الكلاب الشاردة أكبر بشكل واضح، وكذلك شراستها. ونتيجة الشكاوى الكثيرة، جرى تفعيل قسم مكافحة الكلاب الشاردة".

وقد تعرضت الرقة لدمار كبير خلال القصف الجوي الذي شنه التحالف الدولي على المدينة خلال فترة العمليات العسكرية التي نفذت بالتنسيق مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) لطرد تنظيم "داعش"، وهو ما أنجز عام 2017. وتسبب هذا الدمار ووجود جثث تحت الأنقاض في انتشار الكلاب الضالة والحشرات والجرذان. 
ويخبر الصحافي أسامة أبو عدي، من مدينة الرقة، "العربي الجديد"، بأن "ظاهرة الكلاب الضالة مسألة قديمة في المدينة، وقسم منها لا ينحصر في منطقة معينة، ويشمل خصوصاً مناطق رعي الأغنام والجزارة. ومع انخفاض الحركة بعد الساعة الثالثة ليلاً، تنتشر هذه الكلاب على شكل قطعان في الأماكن التي توجد فيها النفايات وبقايا الطعام، أما أذاها فيظل قليلاً ونادراً، في حين يتجه الناس حالياً إلى اقتناء كلاب خوفاً من اللصوص، خصوصاً في الأحياء النائية".
ويشكل نباح الكلاب الشاردة أحد الأسباب الكثيرة التي تزعج الأهالي، خصوصاً خلال ساعات الليل. ويؤكد عبد الرحمن العلي، لـ"العربي الجديد"، أن "الظاهرة مزعجة جداً، وتبذل البلدية جهوداً كبيرة للتخلص منها. وتدخل بعض الكلاب من مناطق قريبة، وتتجول في الشوارع بمجموعات كبيرة حتى في وضح النهار، بينما يزداد نباحها خلال ساعات الليل حين تجوب الشوارع وتنبش القمامة التي تتجمع أمام محلات القصابين". 
ويعلّق أيضاً بأن "منظر بعض هذه الكلاب الشاردة مخيف ومقزز بسبب الإصابات الجلدية الواضحة، ويبدو أن خطوات التخلص منها قد تطول، وتحتاج إلى بذل جهود أكبر للحدّ من خطرها". 

تمنع الكلاب الشاردة السكان من مغادرة المنازل (العربي الجديد)
تمنع الكلاب الشاردة السكان من مغادرة المنازل (العربي الجديد)

ويخبر الطبيب البيطري فايز الأحمد، "العربي الجديد"، بأن "انتشار الكلاب الشاردة في المدن خصوصاً خلال ساعات الليل المتأخرة يشكل مصدر خوف للسكان، خاصة للأطفال خلال وقت النوم بسبب النباح المستمر. كما أن هذه الكلاب تشكل خطراً في حال الجوع الشديد، لأنها تنقل الكثير من الأمراض، منها أنفلونزا الكلاب والدودة الشريطية الكلبية والطاعون وداء الكلب أو السعار، وهو مرض فيروسي يصيب الإنسان عن طريق عضة الكلب التي قد تتسبب أيضاً بمشاكل أخرى وصولاً إلى الوفاة.
ويربط الأحمد انتشار الكلاب الشاردة بإهمال التخلص دورياً من الفضلات والقمامة، والتربية العشوائية للكلاب في المنازل، وكثرة البيوت المهجورة وتلك التي هي قيد الإنشاء، ويحدد أهم أساليب الحدّ من الظاهرة في تطعيم الكلاب بلقاحات تمنع نقلها الأمراض، خصوصاً داء الكلب، تمهيداً لتقليص الوفيات والإصابات لدى البشر، والتعاون بين الجهات المختصة من أجل وضع شروط قاسية للتخلص دورياً من النفايات في المدن، خصوصاً في الساعات الأولى من المساء.
وتجذب تجمعات القمامة والأسواق إضافة إلى محلات بيع اللحوم الكلاب الشاردة في المدينة. ولا تقتصر الظاهرة على مدينة الرقة بل تنتشر في معظم المدن والمناطق السورية. والخطر الأكبر الذي ينجم عن هذه الكلاب هو داء الكلب، علماً أن رئيسة فريق أمراض الحيوانات المهملة في منظمة الصحة العالمية الدكتورة برناديت أبيلا-ريدر قالت، في بيان صحافي أصدرته بمناسبة اليوم العالمي لداء الكلب، إن "الوقاية من داء الكلب يجب أن تستهدف المصدر عبر تطعيم الكلاب".

ويشكو سكان حي الدرعية تحديداً من أن هذه الكلاب تمنعهم من الخروج من منازلهم، وأحدهم زكريا أبو أحمد (45 عاماً)، الذي يقول لـ"العربي الجديد": "يصعب الخروج خلال ساعات الصباح الأولى حين تجوب الكلاب الشاردة الحي. ونحن نخاف على الأطفال، ونحاول تجنب الخروج ليلاً".
وتكشف إحصاءات أصدرها مكتب الوقاية في مدينة الرقة عن وجود حوالي 170 كلباً شارداً في المدينة تتنقل في أحياء الدرعية والإدخار والطيار ونزل شحادة التي تقع في جزئها الغربي، إضافة إلى شارع القطار وحي الأكراد والرملية في جزئها الشمالي.

المساهمون