الرعي مفيد في المناطق القاحلة وسط البرد وضار في الحرّ

27 نوفمبر 2022
يرى الخبراء أنه لا بد من تطوير إدارة أكثر استدامة للرعي (أوزكان بلغين/ الأناضول)
+ الخط -

في المناطق القاحلة، قد يكون الرعي "مفيداً في المناخات الباردة نسبياً والغنية بالتنوع البيولوجي (الحيوي) محلياً"، لكنه يصير "ضاراً إلى حد كبير في المناطق الأكثر حراً وذات التنوع البيولوجي الضعيف"، بحسب دراسة اُعدت في خمس قارات، داعية إلى حلول محلية.

ومن أبرز جوانب هذه الدراسة التي شارك في إعدادها المعهد الوطني للأبحاث الزراعية والبيئة في فرنسا، والمركز الفرنسي للبحث العلمي، وجامعة أليكانتيه الإسبانية، أنها تقدّم رؤية عالمية لتأثير رعي الحيوانات الأليفة في المناطق الجافة، حيث يعتمد أكثر من مليار إنسان بشكل مباشر على تربية الماشية للعيش. ومن الممكن أن تساهم نتائج الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس" في "تطوير إدارة أكثر استدامة للرعي" تهدف إلى "التخفيف من آثار تغيّر المناخ والتصحّر"، بحسب ما ورد في بيان للمعهد الوطني للبحوث الزراعية والبيئة.

ويقدّم هذا العمل صورة عن تأثير الرعي في المناطق القاحلة (حيث تمطر قليلاً) في 26 بلداً. وأوضح نيكولا غروس، أحد المشاركين في الدراسة من المعهد الوطني للبحوث الزراعية والبيئة، لوكالة فرانس برس: "اخترنا نحو 100 موقع مقسّمة إلى ثلاث أو أربع قطع أرض، ما أدّى إلى تحديد 326 منطقة في المجموع، حيث كان ضغط الرعي مختلفاً (من منخفض إلى شديد)". أضاف غروس: "طوّرنا بروتوكولات موحّدة لتقييم آثار ضغط الرعي على خصوبة التربة وتخزين الكربون والحماية من التعرية وإنتاج الأعلاف".

وأظهرت نتائج الدراسة، بحسب ما جاء في بيان المعهد، أنّ الرعي "مفيد عموماً في المناطق القاحلة ذات المناخ البارد نسبياً مثل سهوب منغوليا أو باتاغونيا، وفي الأنظمة البيئية التي تظهر تنوّعاً بيولوجياً حيوانياً ونباتياً مرتفعاً مثل السافانا الأفريقية والأجمة المتوسطية". ويعزّز تنوّع النباتات والثدييات العاشبة في هذه المناطق توفير مهمّات أساسية مثل إنتاج الأعلاف للماشية أو تخزين الكربون وخصوبة التربة، مع الحدّ من تعريتها.

وبخلاف ذلك، أوضح بيان المعهد أنّ "آثار الرعي تصير ضارة إلى حدّ كبير في المناطق القاحلة الأكثر حرّاً والفقيرة في التنوّع البيولوجي، كما هي الحال في مناطق شبه صحراوية قريبة من الساحل (مثل) ناميبيا أو أستراليا أو المكسيك". وفي هذا الإطار، قال غروس "في هذه المناطق القاحلة الحارة، حيث نسبة أقلّ من الغطاء النباتي، يكون تأثير التسميد للرعي (المرتبط بفضلات القطيع) أقلّ، لأنّه يتبخّر بصورة أسرع، ولا يعزّز التنوّع البيولوجي وقد يؤدّي إلى تفاقم التعرية".

وأوضح غروس أنّ "الطريقة التي سوف ندير من خلالها الأنظمة البيئية محلياً سوف تساعد في جعلها أكثر أو أقلّ مقاومة لتغيّر المناخ". لذلك فإنّه من الضروري تفضيل "حلول محلية تأخذ في الاعتبار النظام البيئي بكامله؛ الممارسة الزراعية وطبيعة التربة والاحترار والتنوع البيولوجي".

(فرانس برس)

المساهمون