أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، مساء الجمعة، انتهاء عمليات البحث وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض في المناطق المنكوبة بالزلزال شمال غربي سورية، والبدء بعمليات البحث والانتشال بعد شبه انعدام وجود أحياء.
وبحسب تقرير للدفاع المدني، فقد بلغت إحصائية الضحايا في شمال غربي سورية منذ حدوث الزلزال حتى إعلان انتهاء عمليات البحث والإنقاذ أكثر من 2166 وفاة، وأكثر من 2950 مصاباً.
وأضافت المنظمة أن فرقها أمضت أكثر من 108 ساعات من العمل المستمر في أكثر من 40 مدينة وبلدة وقرية في شمال غربي سورية، تدمر فيها نحو 479 مبنى سكني بشكل كامل وأكثر من 1481 مبنى بشكل جزئي.
توزع الضحايا
وجاء في التقرير أن الحصيلة الأكبر للضحايا كانت في مدينة جنديرس بريف عفرين التي وصلت فيها أعداد الضحايا لأكثر من 513 وفاة، تليها مدينة حارم وفيها أكثر من 360 وفاة، ثم مدينة سلقين وفيها 221 وفاة، تليها بلدة أرمناز وفيها 155 وفاة ثم مدينة الأتارب وفيها 150 وفاة، وبلدة عزمارين وفيها 140 وفاة، وتنخفض الأعداد بشكل تدريجي في باقي المناطق المنكوبة؛ تبدأ من 56 وفاة وتنتهي بأقل الأرقام للوفيات عند عتبة 5 وفيات.
وكانت الحصيلة الأعلى لأعداد المصابين في مدينة جنديرس التي تمكنت المنظمة من إنقاذ 831 مدنيا على قيد الحياة من بين الركام، و258 في مدينة سلقين، و215 في مدينة قرية بسنيا غربي إدلب، و210 في مدينة حارم في ريف إدلب ثم مدينة مدينة الأتارب وأرمناز في كل واحدة منهما 200 مصاب، ثم مدينة عفرين ومنها 170 مصابا تم إنقاذهم، وتبدأ الحصيلة بالانخفاض تدريجياً عند 100 مصاب وتنتهي بأقل أعداد الإصابات بواقع 5 إصابات.
وذكر التقرير توزع المباني المدمرة في المدن والمناطق، وكانت الحصيلة الأكبر في عدد المباني المدمرة في مدينة جنديرس بواقع 200 مبنى مدمر بشكل كامل و500 مبنى بشكل جزئي، و50 مبنى مدمرا بشكل كامل في مدينة سلقين ونحو 300 مبنى متضرر بشكل جزئي، تليها بلدة أرمناز بواقع 30 مبنى مدمرا بشكل كلي و15 مبنى بشكل جزئي، والنسبة الأكبر من هذه المباني هي أبنية طابقية تتألف من 4 طوابق. ولحقت أضرار كبيرة بالمباني السكنية في المدن الأخرى مثل سرمدا والأتارب وملس وبسنيا وحارم والدانا، كما تصدعت آلاف الأبنية وباتت تشكل خطراً على ساكنيها.
المجتمع الدولي.. خيبة أمل
وبحسب التقرير استجابت فرق الخوذ البيضاء مع اللحظات الأولى من الزلزال وأعلنت حالة الطوارئ القصوى، ويتابع التقرير أنه "خلال الساعات الأولى من بداية الزلزال كانت هناك مئات حالات الإنقاذ من تحت الأنقاض لعالقين على قيد الحياة وكان هناك أيضاً عدد كبير من حالات الانتشال لوفيات قضت تحت ركام المنازل".
وأشار التقرير إلى أن الفرص بدأت بالتضاؤل بعد مرور 72 ساعة على الزلزال، "بسبب الصعوبات الكبيرة التي واجهت فرقنا أثناء عمليات الإنقاذ من شح الوقود اللازم لتشغيل الآليات الثقيلة لساعات أطول لتسريع عمليات الإنقاذ، والانتشار الجغرافي الكبير للدمار".
وأشار التقرير إلى "غياب المساعدات الدولية وعدم الاكتراث من المجتمع الدولي بالنداءات الإنسانية التي أطلقها الدفاع المدني السوري طيلة فترة الاستجابة، وأيضاً حالة العالقين تحت الأنقاض ممن كانوا مصابين، واستمرار النزيف والانخفاض الكبير في درجات الحرارة وما يرافقه من انخفاض في حرارة الجسم لعوامل الطقس البارد وحالات الهرس وما يرافقها من انتشار سمية في الجسم إذا مضى عليها ساعات طويلة دون أن تتلقى العلاج، وما شاهدناه أيضاً خلال فترات عملنا من هزات ارتدادية أدت إلى تضعضع الكثير من المباني".
وعبر التقرير عن حالة خيبة الأمل والإحباط لدى السوريين بسبب "تجاهل المجتمع الدولي للمأساة الإنسانية التي خلفها الزلزال في مناطق شمال غربي سورية، رغم كل النداءات التي أطلقها الدفاع المدني السوري لتوجيه الدعم اللازم لعمليات البحث والإنقاذ وعمليات الإسناد في البحث عن ناجين تحت جبال من الركام"، مشيراً إلى أن "السوريين عاشوا هذه الأيام العصيبة بمفردهم، كما يعيشونها من قبل في كل مرة يقتل فيها نظام الأسد وروسيا السوريين بلا هوادة ودون أي اعتبار للقيم الإنسانية والأعراف الدولية التي فرضت علينا العمل بمفردنا كسوريين تكاتفوا في محنة جديدة مروا بها".
وختم التقرير بأن المنظمة استنفدت كل الطاقات المتاحة في عمليات البحث والإنقاذ على مدار 5 أيام ولكن "رغم جميع النداءات التي أطلقناها لم تكن هناك آذان صاغية من أغلب دول العالم لأوجاع السوريين وأنّات الأطفال الذين قضوا ساعات من الليل والنهار تحت الركام وكُثر منهم كانوا بالقرب من عائلاتهم يشاهدون موتهم ببطء، نجحنا في الوصول إلى الكثير من الناجين وإنقاذهم بسلام لكن لم يحالفنا الحظ في الوصول إلى آخرين".