الجوز... وجبة كاملة لدعم صحة الدماغ والقلب والأمعاء

24 اغسطس 2024
ترجع دراسات أصل الجوز إلى وسط آسيا (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **فوائد الجوز الصحية**: يحتوي الجوز على حمض "ألفا لينولينيك" (ALA) الغني بأوميغا 3، مما يقلل الالتهابات وأمراض القلب. كما يحتوي على دهون غير مشبعة، ألياف، ومعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم. تناول 6-8 حبات يومياً يوفر الطاقة والفوائد الصحية دون زيادة كبيرة في السعرات الحرارية.

- **تاريخ وانتشار الجوز**: يعود تاريخه إلى 7000 قبل الميلاد في وسط آسيا. انتشر عبر طريق الحرير والتجارة البحرية. الصين هي أكبر منتج للجوز، تليها الولايات المتحدة وتشيلي والاتحاد الأوروبي.

- **دعم صحة الدماغ والوقاية من الأمراض**: يحتوي الجوز على مضادات الأكسدة والبوليفينول التي تحسن وظائف المخ وتبطئ التدهور العقلي. مركبات "يوروليثين" في الجوز تقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. يُنصح بتناوله بكميات معتدلة كجزء من نظام غذائي متوازن.

يسعى عدد كبير من الناس إلى الالتزام بالأنظمة الغذائية الصحية المتوازنة، ومن بينها تناول الجوز في مقابل الابتعاد أو التخلي نوعاً ما عن كثير من الأطعمة، مثل السكريات والبقوليات، والحدّ من الكربوهيدرات أو الدهون المشبعة.
ووسط هذه اللائحة من المحظورات، إذا صحّ التعبير، يعد الجوز من المأكولات التي تندرج في جميع الأنظمة الغذائية، باعتباره غذاءً متكاملاً من جهة، ومن جهة ثانية لأن فوائده الصحية كثيرة.
وربطت الدراسات تناول الجوز بتحسين وظائف المخ، ومن بينها الذاكرة ومهارات التعلّم والتطوّر الحركي والسلوك المرتبط بالقلق.
ترجع العديد من الدراسات أصل الجوز إلى مناطق في وسط آسيا. وبحسب هيئة الجوز في كاليفورنيا (كاليفورنيا وولناتس) التي تعنى بزراعته وتأسست عام 1948، تعود أصوله إلى وسط آسيا، وتحديداً إلى بلاد فارس.

يُعد الجوز أقدم طعام شجري عرفه الإنسان، ويعود تاريخه إلى 7000 قبل الميلاد. وأطلق الرومان عليه اسم Juglans regia "جوز جوبيتر الملكي". وبحسب المؤرخين جرى تداوله على طول طريق الحرير بين آسيا والشرق الأوسط. وحملته القوافل إلى أراضٍ بعيدة، ثم من خلال التجارة البحرية، ما نشر شعبيته في أنحاء العالم.
ويعتقد المؤرخون بأنه ساهم في النظام الغذائي للقبائل المبكرة من الصيادين وجامعي الثمار. وكان يمكن أن ينتشر في أوروبا منذ القدم لولا العصر الجليدي، الذي حدّ انتشاره.
وبحسب المجلس الدولي للمكسرات والفواكه المجففة، يقدّر إنتاج الصين من الجوز لموسم 2023 - 2024 بنحو 1.35 مليار طن، وتعد الصين أكبر منتج له في العالم، تليها الولايات المتحدة بنحو 689.5 مليون طن، ثم تشيلي (نحو 198 مليون طن)، والاتحاد الأوروبي (نحو 150 مليون طن).


وجبة متكاملة


يعتبر الجوز من الوجبات الأساسية بالنسبة لكثير من الناس، لأنه مصدر مهم لحمض "ألفا لينولينيك" (ALA)، وهو حمض دهني غني بأوميغا 3 ومهم لتقليل الالتهاب، كما أن الجوز هو الوحيد الذي يحتوي على نسبة عالية بشكل ملحوظ من أحماض أوميغا 3 الدهنية، وتساعد مركباته المضادة للالتهابات في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
تنقل اختصاصية التغذية لينا بيطار، لـ"العربي الجديد"، بيانات أصدرتها جامعة كاليفورنيا الأميركية، بأن "للجوز فوائد عدة بسبب مكوناته والزيوت الطبيعية التي يحتويها، ولا سيما الدهون غير المشبعة المفيدة للجسم، مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية التي أثبتت فعّاليتها في دعم صحة الإنسان".
وبحسب بيطار يوصف الجوز في جميع الأنظمة الغذائية، وينصح دائماً أصحاب الحميات بضرورة إدخال كميات محددة منه في نظامهم الغذائي. وتقول إن "تناول حصة يومياً تتراوح بين 6 و8 حبات يكفي لتزويد الجسم بالطاقة، والحصول على الفوائد الصحية، فهذه الكمية لا تحتوي على أكثر من 200 سعرة حرارية، ودهون غير ضارّة بنسبة تتعدى 20 غراماً، كما تتضمن أليافاً ومعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم وغيرهما".
وتلفت بيطار إلى أن الجوز يساعد، استناداً إلى دراسات، في دعم صحة القلب والأوعية الدموية والشرايين. 
وتشير جمعية القلب الأميركية إلى أن الجوز يمكن أن يساعد في تقليل الكوليسترول السيئ أو الضارّ الذي يُعّد مهماً جداً لصحة الشرايين والقلب.
ووجدت دراسة أجريت عام 2021 ونشرتها مجلة "سيركوليشن" أن كبار السن الذين تناولوا نحو حصتي جوز يومياً لمدة عامين، انخفضت مستويات الكوليسترول الضارّ لديهم، علماً أن مستويات الكوليسترول الضارّ المرتفعة قد تتسبب في تصلّب الشرايين، ما يزيد خطر الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية مع مرور الوقت.
وتتعلّق فوائد أخرى للجوز بدعم صحة الأمعاء، إذ توضح بيطار أن "حبوبه تحتوي على كميات مهمة من الألياف التي تساعد في دعم الأمعاء، والحفاظ على البكتيريا النافعة في الأمعاء".

الجوز من الوجبات الأساسية لكثير من الناس (محمد ماسوم سوير/ Getty)
الجوز من الوجبات الأساسية لكثير من الناس (محمد ماسوم سوير/ Getty)

صحة الدماغ


تشير بيطار إلى أن للجوز فائدة أخرى لا تقل أهمية عن دعم صحة القلب، وتتعلق بدعم صحة الدماغ، وتقول: "تعتبر مضادات الأكسدة والبوليفينول المضادة للالتهابات الموجودة فيه مهمة لتحسين وظائف المخ وإبطاء التدهور العقلي، أو كما يعرف بألزهايمر الذي يحدث مع تقدم العمر، كما يساعد في الحفاظ على الوظائف الإدراكية والذاكرة والقدرة على التفكير والتركيز.
وأظهرت دراسة أجريت عام 2020 ونشرتها في مجلة نوشريشنز أن تناول الجوز يؤثر إيجاباً على الذاكرة ووظائف الدماغ، ووجبة منه تساعد في حماية الشرايين الدقيقة في الدماغ المسؤولة عن الإدراك".

على صعيد آخر، أظهرت دراسات أن الجوز يمكن أن يلعب دوراً أيضاً في الوقاية من أمراض السرطان، باعتباره يحتوي على مركبات "يوروليثين" التي تقلل خطر الإصابة ببعض أنواعه.
وتنصح بيطار جميع أفراد الأسرة، سواء الصغار أو الكبار، بتناول كميات محددة كوجبة مكملة أو حتى إضافتها إلى أطباق مختلفة من السلطات أو المقبلات.
يبقى الأهم تناول الجوز كجزء من نظام غذائي متوازن، ويحصل بكميات معتدلة كونه غنياً بالسعرات الحرارية، فربع كوب أو 6 حبات كاملة منه تحتوي على 164 سعرة حرارية، لذا يتوقع أن تكفي بعض حبات الجوز للتمتع بفوائده فقط وليس بسعراته الحرارية.
ووفقاً لبحث أجرته "كاليفورنيا وولناتس" فإن تناول الجوز كوجبة خفيفة يومية طريقة مثبتة لتعزيز الصحة، وربما للعيش فترة أطول.

المساهمون