أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الحكومة بتدريس اللغة الإنكليزية منذ الطور التعليمي الأول في الصف الابتدائي، بعد فترة من التردد السياسي، ما يعني إمكانية تأخير اللغة الفرنسية إلى المستوى المتوسط، أو إلغائها من المقررات التعليمية تدريجياً.
وأفاد بيان للرئاسة الجزائرية بأن مجلس الوزراء المنعقد اليوم الأحد برئاسة الرئيس تبون قرر "اعتماد اللغة الإنكليزية، بدءا من الطور الابتدائي، بعد دراسة عميقة، للخبراء والمختصين".
ولم يكشف البيان ما إذا كان هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ بداية من العام الدراسي المقبل.
ومنذ سنوات تصاعدت الدعوات لتقديم اللغة الإنكليزية إلى الصف الابتدائي في المقررات التعليمية في الجزائر، وإحلالها بديلاً للغة الفرنسية، في مسعى يتخذ بعدا علميا مرتبطا بمواكبة التطورات العلمية الحاصلة في العالم، إضافة إلى بعد سياسي يتعلق بالسعي للتخلص من مخلفات ثقافية من زمن الاستعمار الفرنسي وتحرير الإدارة الجزائرية من اللغة الفرنسية.
وتزايدت هذه الدعوات بشكل خاص مع اندلاع مظاهرات الحراك الشعبي في الجزائر في فبراير/ شباط 2019، لاستبعاد اللغة الفرنسية من المقررات التعليمية، خاصة بعد نجاح تجربة بعض الدول الأفريقية على غرار رواندا في التحول اللغوي من الفرنسية الى الإنكليزية.
وفي سياق آخر، أقر مجلس الوزراء مراجعة قانون الأستاذ، تنفيذا لالتزاماته، في إطار إصلاح المنظومة التربوية، لتحسين ظروف الأساتذة والمعلمين وإعادة مكانتهم في المجتمع، ومراجعة البرامج التعليمية والكتاب المدرسي، بشكل علمي ودون تسرع، و"منع مراجعة البرامج التعليمية، خلال المواسم الدراسية، منعا باتا، على أن تكون المراجعة، وفق أهداف مسطرة ومحددة، تعتمد بالأساس على نتائج التعليم التربوي، مع تحديد روزنامة لا تقل، عن عامين أو ثلاثة لتنفيذها"، بهدف الحد من فوضى الإصلاحات في النظام التعليمي، التي شهدتها الجزائر منذ عام 2002.
وفي السياق، طلب تبون من وزارة التربية، إطلاقا فوريا لاستشارة واسعة بين الفاعلين والمختصين في قطاع التربية، للخروج بنظرة موحدة، حول ظاهرة ثقل المحفظة المدرسية لتخفيف العبء عن التلاميذ، خاصة مع شكاوى أولياء التلاميذ من ثقل المحافظ.