الجزائر تقترح إنشاء "منظمة الصحة العربية" لمواجهة الأزمات الوبائية

24 مارس 2022
وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد (رياض قرامدي/فرانس برس)
+ الخط -

اقترحت الجزائر إنشاء "مُنظمة الصحة العربية"، لتُعنى بقضايا الصحة والتعاون المشترك بشأن منظومات الصحة وتطوير السياسات الدوائية. ونوقش المقترح خلال الدورة العادية الـ56 لمجلس وزراء الصحة العرب الخميس، على أن يُرفع لاحقاً إلى القمة العربية المقبلة المقررة شهر نوفمبر/ تشرين الثاني في الجزائر. 

وقال وزير الصحة، عبد الرحمن بن بوزيد، في الاجتماع الوزاري الخميس، في القاهرة، إنّ "مقترح الجزائر المتعلق بإنشاء منظمة عربية للصحة يحظى باهتمام من قبل الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الذي يعتبر إنشاء مثل هذه الهيئة منصة مناسبة للانطلاق العربي الجماعي في تنسيق السياسات، والارتقاء بالأداء في المجالات الصحية عموماً، ودعا بن بوزيد رؤساء الوفود العربية المشاركة في الاجتماع إلى دراسة المقترح".

وأكد الوزير الجزائري أنّ "إنشاء منظمة الصحة العربية يعدّ في الوقت الحالي حتمية وإلزامية، خاصة في أعقاب جائحة كوفيد-19، التي لم يسلم من ويلاتها أحد، إذ ستمكن هذه المنظمة من تكريس منهجية عمل توافقي وتشاركي، وتبادل الخبرات بين الدول العربية، ومنصة مناسبة للانطلاق العربي الجماعي في تنسيق السياسات والارتقاء بالأداء في المجالات الصحية".

وأشار إلى أنّ الجزائر ستعمل جاهدة لتجسيد هذا المقترح، وتتطلّع إلى أن يدرج ضمن اللوائح والتوصيات التي ستنبثق من هذه الدورة لوزراء الصحة العرب التي تترأسها الجزائر، ما يسمح برفعه إلى مؤتمر القمة العربية المقبل في الجزائر.

ودعا الوزير بن بوزيد إلى "تعاون أمثل بين الدول العربية، لمواكبة التغيرات والتصدي للآفات والأزمات الصحية التي يعيشها العالم، وفي مقدمتها جائحة كورونا، وتطوير استراتيجيات تمكن من تحكم أكبر للطوارئ والأوبئة والأزمات، والتصدي للعواقب السلبية للأزمات الوبائية، من حيث توفير وسائل الوقاية والحماية والعلاج واعتماد اللقاحات وتوزيعها، وتبادل خبرات التسيير والتكوين والعلاج وأساليبها، وتحسين القدرات".

ويصف الخبير الجزائري في السياسات الصحية والأنظمة الدوائية في قطر، مراد ملاح، إنشاء منظمة صحة عربية بـ"الفكرة التقدمية التي يفترض أن تكون موجودة منذ فترة طويلة"، مضيفاً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "التنسيق بين الدول العربية في المجال الصحي مقاربة مهمة جداً، في ظل تحديات لا حصر لها، إذ أثبتت جائحة كوفيد 19 أن لا بديل من التعاون والتنسيق من أجل رفع مستوى التكفل الصحي، وفي الحقيقة يكاد يكون الجانب الصحي والدوائي أنموذجاً متفرداً في التعاون العربي".

ويوضح ملاح أنّ لجنة الوحدة الاقتصادية العربية قد انبثق منها عملاق صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية، وهو شركة أكديما، أو الشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية، التي تأسست من خلال الجامعة العربية سنة 1976، حيث كان مقرها في البداية القاهرة، قبل أن تنتقل إلى عمّان الأردنية في الوقت الراهن، بمشاركة 13 دولة عربية، إضافة إلى الهيئة العربية للتصنيع، وقد توسعت في مجال الصناعات الدوائية إلى تصنيع الخامات الدوائية وألبان الأطفال والمستلزمات الطبية، وكل ما له علاقة بالمجال الدوائي، بشقيه البشري والبيطري.

ويضيف الخبير الجزائري أنّ "الحاجة ملحّة عربياً إلى مثل هذه الهيئات التي توحد الجهود وترتب الأولويات، وللجزائر السبق في تنسيق الجهود على غرار جهود أخرى تقودها لاحتضان الوكالة الأفريقية للأدوية".

المساهمون