اعتقلت الأجهزة الأمنية في الجزائر 37 عضواً في عصابة كانوا ينشطون في المدينة الجديدة سيدي عبد الله في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية، بعد سلسلة من الجرائم ارتكبوها في حقّ مواطنين، مع العلم أنّ عصابات عدّة تنشط في الأحياء الشعبية.
وجاء تحرّك الوحدات المتخصصة في مكافحة الجريمة التابعة لجهاز الدرك الوطني، بدعم من وحدات التدخّل الخاصة، على خلفية معلومات تلقّتها الأجهزة الأمنية مفادها أنّ مجموعة من مروّجي المخدرّات (منها الأقراص المهلوسة) في المدينة الجديدة سيدي عبد الله تسبّبوا في ترويع السكان من خلال استخدام أسلحة بيضاء من سيوف وعصي، بالإضافة إلى إقدامهم على السرقة واقتحام المنازل ونهب المحال التجارية.
وبعد تلقّي تلك المعلومات، باشرت الأجهزة المعنية التحريات اللازمة وتحديد هوية أفراد العصابة ووضع تشكيل أمني مُعَدّ لمثل هذه الحالات. فتمّت مفاجأة أعضاء العصابة، الأمر الذي أسفر عن توقيف 37 شخصاً وإحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة التي أصدرت أمراً بسجنهم فوراً.
وفي وقت سابق، كانت أحياء شعبية في عدد من المدن، من بينها العاصمة الجزائر ووهران وقسنطينة وعنابة، قد شهدت صراعات دامية بين عصابات باستخدام السيوف، وسط انتشار الحبوب المهلوسة بشكل مقلق. وفي شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، قرّرت السلطات الجزائرية تشديد العقوبات ضدّ عصابات ومراجعة القوانين المتعلقة بمحاربة الجريمة، بعد تزايد جرائم القتل والاعتداءات المنظّمة وتكرار الصراعات بين العصابات في الأحياء الشعبية. وقد كلّف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الحكومة حينها بسنّ قانون يتضمّن "زيادة إجراءات الردع القانوني للعصابات الإجرامية التي تقوم بترهيب السكان وترويج المخدرات، ومكافحة تفشي ظاهرة النشاط الإجرامي لعصابات الأحياء التي عرفت تنامياً خلال السنوات الأخيرة، خاصة في المدن الكبرى بسبب ضعف سلطة الدولة، وذلك بهدف حماية السكان وتعزيز أمن الأحياء الشعبية".