الجزائر تخفض معدل النجاح في البكالوريا إلى 9.5

22 يوليو 2021
تعلن الجزائر نتائج البكالوريا مساء اليوم الخميس (العربي الجديد)
+ الخط -

قرّرت السلطات الجزائرية خفض معدل النجاح في امتحانات شهادة البكالوريا إلى أدنى مستوى منذ الاستقلال، لتمكين أكبر قدر ممكن من الطلبة من النجاح، مراعاة للظروف الصعبة التي مرّوا بها خلال السنة الدراسية الأخيرة، نتيجة الأزمة الوبائية لفيروس كورونا.

وأعلن وزير التربية الجزائري عبد الحكيم بلعابد، في مؤتمر صحافي، اليوم الخميس، عن خفض معدل النجاح في البكالوريا إلى 9.5 من عشرين، وهو أدنى معدل نجاح تقرّره السلطات منذ الاستقلال، حيث كان سقف الإنقاذ يتوقف في الغالب عند معدل 9.9 من 20.

وباحتساب هذا المعدل، بلغت نسبة النجاح في شهادة البكالوريا هذا العام 61.17 بالمائة، وهي أعلى نسبة نجاح تسجّل خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من أنّ ذلك قد يطرح في المقابل، مشاكل بالنسبة لقدرة الجامعات الجزائرية على استيعاب هذا العدد الكبير من الطلبة الناجحين، ودفعهم إلى تخصّصات العلوم الإنسانية التي لا تتناسب كثيراً مع احتياجات سوق العمل في الجزائر.

وأكّد الوزير بلعابد أنّ "نسبة النجاح عرفت ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بالسنة الماضية، حيث ارتفعت نسبة النجاح في كلّ الشُعَب، أحسنها في تخصّص شعبة الرياضيات والتي بلغت 84.1 في المائة، وبلغت في شعبة اللغات الأجنبية 74.7 في المائة، فيما بلغت نسبة النجاح في شعبة  آداب وفلسفة 58.2 في المائة، و51.1 في المائة في شعبة تسيير واقتصاد، وسجّل ارتفاع في نسبة النجاح في شعبة العلوم التجريبية إلى 60 في المائة، في حين بلغت النسبة 67.3 في المائة في شعبة تقني رياضي.

وتعلن النتائج الكاملة لشهادة البكالوريا مساء اليوم، الخميس، حيث تضع وزارة التربية موقعاً يمكن من خلاله الاطلاع على النتائج دون الحاجة للذهاب إلى الثانويات.

وبسبب الأزمة الوبائية وتصاعد معدلات الإصابة بالفيروس والوضع الوبائي الخطير، حثّ وزير التربية العائلات والتلاميذ على الاكتفاء بالوسائل الإلكترونية للحصول على النتيجة، إن كان عبر الموقع الإلكتروني على الإنترنت أو الهواتف النقالة، وبالتالي تفادي الذهاب إلى المؤسسات التربوية، تطبيقاً للتدابير الوقائية من فيروس كورونا وتفادياً للتجمعات.

 وشدّد على أنه يتعيّن على مدراء الثانويات تخصيص فضاءات واسعة لنشر النتائج، والحرص على تفادي الاكتظاظ واحترام الإجراءات الوقائية.

وتحضيراً للموسم الدراسي في العام المقبل، تعهّد وزير التربية عبد الحكيم بلعابد بوضع خطة إصلاحات تتيح تخفيف الأعباء الملقاة على عاتق الأسرة التربوية، وبخاصة الأساتذة، وإيجاد طريقة لتخفيف هذه الأعباء وإعادة توزيعها، واتخاذ جملة من التدابير والإجراءات التي سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق.

ولم يرق قرار وزارة التربية الجزائرية بخفض معدل النجاح في شهادة البكالوريا إلى مستويات دنيا للخبراء والباحثين في علم الاجتماع، وعلّق أستاذ علم الاجتماع نوري دريس على القرار ووصفه بأنه  تدمير لقيمة النجاح.

وكتب دريس على صفحته على فيسبوك: "إنزال معدل النجاح في البكالوريا إلى ما دون المتوسط، يعطينا فكرة واضحة عن المشروع الذي تحمله السلطة للجزائر. بعد تدمير كلّ معايير التقييس والتصنيف في كافة المجالات: العمران، الهندسة، التهيئة الحضرية، المنشآت الفنية، الري، جاء الدور الآن لاستكمال تدمير المعايير الشكلية للنجاح في البكالوريا، لأن معايير الجودة والتعليم كان قد تم تدميرها منذ مدة".

وأضاف: "بعد العجز عن ضمان الحدّ الأدنى لشكليات النجاح (الحصول على المعدل 10)، قرّرت السلطة الدوس على القاعدة واعتبار الرسوب نجاحاً. الحكومة التي فشلت في كل شيء، لا يمكن لها إلّا أن تسمّي الفشل إنجازاً، والرسوب نجاحاً، ولكن تغيير المسميات لن يغيّر الواقع ولا جوهر الأشياء، ولن يحفّز الراسب على بذل الجهد ولا الفاشل على تحسين أدائه ومراجعة نفسه، بل سيحوّل الفشل إلى معيار للترقية".

 
المساهمون