استمع إلى الملخص
- درجات الحرارة المرتفعة تدفع الأطفال والشباب للسباحة في أماكن خطرة، بينما تسعى السلطات لتأمين هذه المواقع بإجراءات مثل بناء الأسوار وإطلاق حملات توعية.
- الوكالة الوطنية للسدود تطلق حملة تحسيسية وطنية للتوعية بأخطار السباحة في السدود، في ظل تسجيل 150 حالة وفاة في السنوات الأخيرة، معظمهم أطفال.
سجّلت الجزائر ارتفاعاً في حالات الغرق في السدود والمجمّعات المائية والبرك، على الرغم من الحملات التوعوية المستمرة التي تطلقها السلطات الجزائرية وهيئة الدفاع المدني، ما يستدعي مزيداً من التدابير، حيث تتسبب درجات الحرارة المرتفعة منذ بداية موسم الصيف في توجه بعض الأطفال والشباب في الولايات الداخلية البعيدة عن الشواطئ للسباحة في السدود والبرك والتجمعات المائية، على الرغم من خطورة ذلك على حياتهم، إذ سُجّل آخر حادث غرق في حوض مائي، قبل أيام، حين غرق شاب في الـ23 من عمره في حوض مائي بمنطقة عين وسارة وسط البلاد.
ويؤكد بيان لهيئة الدفاع المدني صدر الاثنين، أنه "سُجلت تسع حالات وفاة هذه السنة، منها خمسٌ في الأحواض المائية، (مجمّعات سقي يقيمها المزارعون)، وثلاثُ حالات غرق في السدود، واعتبر أن ظاهرة السباحة في المجمّعات والبرك المائية "ما زالت تخلّفُ الكثير من الخسائر البشرية على المستوى الوطني، إذ سُجلتْ تسع وفيات منذ بداية الموسم الصيفي بسبب السباحة في المجمعات المائية، وهو رقم يبدو مرتفعاً في بداية موسم الاصطياف، برغم الحملات التحسيسية والتوعوية التي نُظمت قبل فترة موسم الاصطياف وخلالها، إذا ما تمّت مقارنته مع العام الماضي 2023، حيث تم تسجيل 75 حالة وفاة، غالبيتها أطفال".
وقال أحمد الشعار، وهو مزارع في أعالي منطقة عين الدفلى غربي البلاد، لـ"العربي الجديد"، أن "الأحواض المائية والبرك القريبة من التجمعات السكانية، تكون في الغالب هدفاً للشباب والأطفال للسباحة برغم تسييجها، لكنهم يقومون بتخطي السياج في فترة غياب المزارعين، وهذا يشكل خطراً عليهم ويتسبّب بمشكلة للمزارعين في حال حدثت حالة غرق"، مشيراً إلى أنه يتعين على العائلات خاصة أن "تتحمل مسؤوليتها في توعية أبنائها".
وخلال الشهر الماضي أطلقت الوكالة الوطنية للسدود من أكبر سد في البلاد، بني هارون بميلة شرقي البلاد، الحملة التحسيسية الوطنية حول أخطار السباحة، بمشاركة فعاليات المجتمع المدني للتوعية بأخطار السباحة في السدود، وأعلن المدير العام لوكالة السدود مسعود معطار، أن حصيلة ثقيلة سُجّلت خلال السنوات الأخيرة نتيجة السباحة والحوادث التي وقعت في السدود والتي راح ضحيتها 150 شخصاً، بعضهم أطفال لم يتجاوزوا السابعة من عمرهم، مشيراً إلى إطلاق دوريات مراقبة تجوب المسطحات المائية لمنع السباحة فيها.
وفي وقت سابق فرضت السلطات على المزارعين اتخاذ التدابير لتأمين أحواض المياه المستخدمة للري الزراعي أو إمدادات المياه من خلال بناء الأسوار وإحاطتها بأسلاك، لمنع وصول الأطفال إليها، وللحفاظ على الصحة والسلامة العامة، بسبب المخاطر التي تنجم عن السباحة في الأحواض والسدود والمسطحات المائية، نظراً لاحتوائها على كائنات دقيقة مثل البكتيريا والطفيليات الأخرى التي تسبب أمراضاً خطيرة.