تتّجه السلطات الجزائرية إلى تعليق الدروس في الجامعات، وتأجيل الامتحانات بسبب انتشار كورونا، إذ دعت وزارة التعليم العالي الهيئات الجامعية إلى "عقد اجتماعات عاجلة، لتقييم الوضعية الوبائية على مستوى كل جامعة، واتخاذ القرارات المناسبة، سواء تعليق الدروس أو تغيير نمطها لفترة محددة من التعليم الحضوري إلى التعليم عن بُعد".
وأفاد بيان لوزارة التعليم العالي، اليوم الخميس، بأنّه تقرّر "إرجاء الامتحانات لفترة محددة أو إعادة برمجتها، وفقا لروزنامة أخرى مكيّفة"، وكلّفت الوزارة إدارة الجامعات بـ"توفير منصات لنشر المعلومات وإبلاغ الطلبة وطمأنتهم بشأن إعادة برمجة الامتحانات لفائدة الذين تعذّر عليهم إجراؤها بسبب إصابتهم بفيروس كورونا".
ودعت وزارة التعليم العالي من إدارة الجامعات إلى إرجاء تنظيم كل المؤتمرات العلمية والندوات، وكل أشكال التجمعات، من لقاءات وندوات وملتقيات داخل فضاءات المؤسسات الجامعية والبحثية ومرافق الخدمات الجامعية، وفرض مزيد من التدابير الوقائية والإجبارية، كارتداء الكمامة والتعقيم، وحثّ الطلبة والأساتذة والموظفين على التلقيح داخل الوسط الجامعي.
وطلبت السلطات من مدراء الجامعات إبلاغها بكلّ التطورات المتعلقة بالوضعية الوبائية، في مقابل الإبقاء على السير العادي للهيئات العلمية والبيداغوجية والإدارية للمؤسسة الجامعية من أجل ضمان مصالح الطلبة والأساتذة والعمال، مع التقيد بالتدابير الوقاية الصحية، كالتباعد وارتداء الكمامات والتعقيم.
وتأتي هذه القرارات الجديدة في أعقاب قرار الرئيس عبد المجيد تبون تعليق الدراسة في المدارس والمؤسسات التعليمية باقتراح من اللجنة العلمية لمتابعة الأزمة الوبائية، نتيجة الارتفاع الكبير لمعدل الإصابات بفيروس كورونا في البلاد، والذي ارتفع في غضون يومين من 800 إصابة إلى أكثر من 1300 إصابة، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة الجزائرية مساء أمس الأربعاء.
وقال مدير معهد باستور البروفيسور فوزي درار، في برنامج بثته الإذاعة الحكومية، إنّ "قرار تعليق الدراسة لعشرة أيام صائب، لأنّ هناك أعدادا هائلة من الإصابات سُجّلت في المدارس سنعلن عنها في الساعات القادمة، وفي حدود الثلاثة أسابيع القادمة سنرى تأثير القرار على منحنى الوباء بشكل إيجابي"، مضيفا أنه "أصبح معلوماً أنّ كل موجة كورونا تتبعها موجة عند الأطفال، ومع عودة التلاميذ إلى الدراسة بعد العطلة الشتوية الماضية، أخذ مؤشر الإصابات بمتحور أوميكرون عند الأطفال منحنى عموديا ورهيبا".
ونفى المسؤول الصحي وعضو اللجنة العلمية لمتابعة الأزمة الوبائية لكورونا وجود حالات لأطفال مصابين في الإنعاش أو داخل المستشفيات لحد الآن، مستثنيا حالة واحدة لطفل تماثل للشفاء.
وأوضح: "ينبغي الحذر لأن الفيروس عند الأطفال يمكث عشرة أيام أو أكثر، بينما يمكث عند الكبار في حدود خمسة أيام، وخلال هذه الفترة تكون نسبة نقله في المدارس وبين العائلات كبيرة في ظل غياب بروتوكول الوقاية"، وعبّر عن قلقه بشأن سرعة تصاعد الإصابات من 800 إلى 1300 إصابة.
وعلى الرغم من الإقرار بالتحكم في الوضعية الوبائية، مقارنة بالأزمة السابقة في أغسطس/آب الماضي، حيث لم يتجاوز عدد المصابين في المستشفيات 4 آلاف حالة، مقابل 17 ألف مصاب في المستشفيات خلال الموجة الماضية، فإن مدير معهد باستور استغرب "بطء عمليات التلقيح".
موضحا: "سجّلنا 800 ملقح يوميا في وهران غربي الجزائر و500 ملقح يوميا في ولاية قسنطينة كبرى مدن الشرق الجزائري، وهو معدل ضئيل جدا".