أحبطت السلطات الجزائرية محاولة إدخال إحدى أكبر شحنة من الحبوب المهلوسة وتسويقها في البلاد، كانت قادمة من بلد مجاور عبر منطقة تمنراست جنوباً، تضم 1.6 مليون قرص مهلوس.
وأعلنت مصالح الأمن الجزائرية، الليلة الماضية، أنّ المصلحة المركزية لمكافحة الاتجار بالمخدرات، نجحت في إحباط إحدى أكبر محاولات إغراق الجزائر بالحبوب المهلوسة، في شحنة تحوي 1.6 مليون كبسولة من الحبوب المهلوسة والمؤثرات العقلية، بعد تلقيها معلومات مؤكدة بخصوص شحنة ضخمة من المؤثرات العقلية تتوجه إلى العاصمة الجزائرية، قادمة من دولة بالجوار.
وبث التلفزيون الرسمي، الليلة الماضية، صوراً واعترافات للمتورطين في هذه العملية التي وصفت بالإجرامية، والتي جاءت محاولة تنفيذها، عشية استعدادات الجزائريين لحلول شهر رمضان.
وذكرت الشرطة الجزائرية، في بيان لها نشرته على صفحته في "فيسبوك"، أنّ "خطة أيادي الإجرام كانت تستهدف إغراق الشباب في السموم، عبر خطة ممنهجة كانت ستشمل عدة ولايات جزائرية"، قبل أن تتصدى لها مصالح الأمن الوطني.
ويعدّ العقل المدبر لهذا المخطط الإجرامي، وفق السلطات، "أحد أخطر بارونات المتاجرة بالمخدرات والمؤثرات العقلية، ويدعى شعيب، ويقيم في فرنسا، بعدما صدرت في حقه خمس مذكرات توقيف دولية".
وتتضمن خطة إدخال هذه الكمية الكبيرة من الحبوب المهلوسة، بعد اقتنائها من الخارج، ونقلها إلى تمنراست، إرسال صهريج زفت تجره شاحنة إلى ولاية تمنراست، حيث يتولى شخص مهمة شحن الصهريج بالمؤثرات العقلية، قبل أن يُكلَّف شخص آخر معتاد الإجرام، بنقل الصهريج إلى العاصمة، مقابل مستحقات تعادل ما قيمته ثمانية آلاف يورو.
وبهدف تأمين مسار الشاحنة التي تحوي هذه الكمية الكبيرة من الحبوب المهلوسة، كانت الشبكة الإجرامية تتولى توظيف كشاف ودليل لتأمين الطريق، يتكلف بالسير بمسافة عن الشاحنة، لإنذارها في حال وجود أي حاجز أمني، ولجأ هذا الكشاف إلى إشراك زوجته في المهمة لصرف أي انتباه عنه، وقال في اعترافاته إنه كان يتلقى ما يعادل 2500 يورو في الرحلة الواحدة.
وانكشفت خيوط الشبكة عندما كانت الشاحنة التي تجرّ صهريج الحبوب المهلوسة متجهة إلى مدينة وهران غربي الجزائر، إذ تعرضت لحادث مرور، ما دفع الرأس المدبر للشبكة إلى تكليف شخص آخر إعادة الصهريج ونقله إلى مخبأ في منطقة قرب العاصمة الجزائرية، الذي اقتحمته مصالح مكافحة المخدرات، حيث اكتُشِفَت كمية كبيرة من المؤثرات العقلية أجنبية المنشأ، من نوع "بريغابالين"، التي تعرف في الجزائر باسم "الصاروخ"، فيما أُوقِف أفراد العصابة فجراً في حظيرة السيارات بمطار الجزائر الدولي، حيث كانوا بصدد تسلّم مستحقاتهم المالية.