استمع إلى الملخص
- سامي أبو خليل، نازح من حلب، أسس ورشة خياطة في الجزائر ويعبر عن سعادته بنهاية النظام، لكنه يفضل الانتظار قبل العودة، مقدرًا الدعم والاحتضان الذي وجده في الجزائر.
- يقدر عدد السوريين في الجزائر بين 35 و40 ألفًا، يعملون في قطاعات مختلفة، ورغم هشاشة وضعهم الاجتماعي والقانوني، إلا أن الدولة الجزائرية تتساهل معهم، مما ساعد في اندماجهم.
تراقب الجالية السورية في الجزائر التطورات الحاصلة في سورية، عقب سقوط نظام بشار الأسد، وتتحين الفرصة لاستقرار الأوضاع بما يسمح لها بزيارة سورية او العودة النهائية إلى البلاد، لكن الجزء الأكبر من هذه الجالية، يعتقد أن الظرف الحالي لا يتيح اتخاذ قرار نهائي بشأن إمكانية العودة، إلى غاية أن تتوضح الأمور في المرحلة المقبلة.
نجح العم سامي أبو خليل الذي نزح من حلب، والذي بدأ في 2014 مشروعه في ورشة خياطة تضم 12 عاملا، في منطقة البليدة قرب العاصمة الجزائرية، بالشراكة مع شريك جزائري، ويسوق منتجاته إلى التجار الجزائريين، يجيب عند سؤاله عن العودة إلى سورية بتنهيدة كبيرة معتبرا أن القرار صعب بالنسبة لمغادرته الجزائر التي احتضنته ووفرت له ظروف عمل وإقامة بعد فترة صعبة جدا مر بها في سورية.
يؤكد سامي لـ"العربي الجديد" سعادته بنهاية نظام الأسد قائلا: "لم نكن نصدق أن سورية تحررت من الطاغية، مع إني كنت واثقا من أن تضحيات شهداء الشعب السوري لن تذهب هدرا، الآن مسألة العودة واردة، لكنها تحتاج إلى وقت، موضحا انه يشتاق إلى أهله وأقاربه ويتوق إلى لقائهم لكنه لا يريد التسرع: "سأراقب الأوضاع في المرحلة الأولى، ثم أقرر في مرحلة لاحقة عندما تتضح الاتجاهات، مع أني واثق تماما أنها ستكون أفضل بكثير"، مضيفا: " ليس هناك ما يقلقني حاليا في الجزائر، الجزائر بلد منحنا الكثير من الدفء والاحتضان والشعب الجزائري ساعدنا كثيرا، لذلك سيعز علي أن أغادر الجزائر".
يؤكد رئيس الجالية السورية في الجزائر عدنان البوش، أن جزءا من الجالية السورية في الجزائر، قد يفكر في العودة إلى البلاد في وقت لاحق، قائلا لـ"العربي الجديد": "كنا في حدود ثمانية آلاف سوري من الجالية القديمة التي كانت تعيش في الجزائر قبل عام 2012، ومع اندلاع الثورة، بدأ توافد السوريين إلى الجزائر، حيث كان دخولها بدون تأشيرة للسوريين حتى عام 2015، وبلغ عدد الجالية في الوقت الحالي حدود 40 ألف سوري، بعدما غادر بعضهم إلى أوروبا". موضحا أن "نصف الجالية السورية ربما يفكر في العودة للاستقرار في سورية"، مضيفا أن المشاريع التي افتتحها السوريون في الجزائر كالمطاعم أو ورش خياطة تعد مشاريع بسيطة "للإعاشة وليست مشاريع كبيرة تستدعي البقاء في الجزائر".
وتحصي الجزائر 12 ألف سوري وصلوا إلى الجزائر منذ عام 2012، بعد اندلاع الثورة السورية، وأمس الجمعة كان المئات من السوريين المقيمين في الجزائر، قدموا من عدة محافظات نظموا فعالية شعبية داخل مقر السفارة السورية في الجزائر احتفالا بانتصار الثورة السورية ورحيل نظام الأسد، حيث تم رفع علم الثورة رسميا على السفارة. في حضور السفير السوري ماهر عنان بدور وكافة الدبلوماسيين والعاملين في السفارة السورية في الجزائر.
ويقدر الناشط في الجالية السورية في الجزائر والعضو بالمنظمة الدولية لحقوق الإنسان بسام فروخ، عدد الجالية السورية بما بين 35 و40 ألف سوري، يعملون في قطاعات مختلفة، قائلا لـ" العربي الجديد" إن أغلب الجالية السورية في الجزائر وضعها هش من الناحية الاجتماعية ومن ناحية الإقامة القانونية، موضحا أن "الجالية السورية في الجزائر هشة، كلها إقامات غير شرعية وليست في وضع تسوية، صحيح أن الدولة تتساهل مع السوريين المقيمين في الجزائر، بسبب ظروف الحرب منذ 2012، لكن هذا الأمر خلق أيضا حالة من الثقة من قبل المقيمين السوريين في الدولة الجزائرية، التي أعلنت منذ عام 2012، أن السوريين في الجزائر ليسوا لاجئين وهم مواطنون في وطنهم، وهذا في الحقيقة سهل كثيرا الاندماج الاجتماعي بسب العلاقة التاريخية بين الشعبين، وبعض العائلات أنجبت أبناء لها في الجزائر منذ 12 سنة، ولدوا في الجزائر ودرسوا في الجزائر".
ويضيف أن "مثل هؤلاء، حتى وإن كانت أوضاعهم القانونية غير سليمة، لكن الوضع المرحلي في سورية، من الصعب أن يدفعهم إلى التفكير في العودة إلى سورية في الوقت الحالي، وخلال النقاشات مع أفراد الجالية، يقولون إن مسألة العودة ليست مطروحة في الوقت الحالي، لكن في المرحلة المقبلة ممكن ذلك، الجميع ينتظر ترتيب الأمور في الداخل السوري، بسبب التجربة الصعبة التي عاشوها قبل الوصول إلى الجزائر".