أثار انتحار شاب تونسي يبلغ من العمر 39 سنة، اليوم الأحد، في سجن "شيافاري" بإيطاليا، استنكار عدة نشطاء في مجال الهجرة، وتعتبر هذه الوفاة الثانية لتونسيين في السجون الإيطالية في ظرف شهرين.
وقال النائب السابق عن التيار الديمقراطي والناشط في مجال الهجرة والمقيم بإيطاليا مجدي الكرباعي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن محاولات الانتحار في أوساط التونسيين تعتبر عالية "سواء داخل السجون أو في مراكز الترحيل والإيواء".
وأوضح الكرباعي أن "هذا الشاب يعتبر من السجناء المثاليين، وخلفت وفاته صدمة لدى كل من عرفه"، مضيفاً أنه "حصلت له بعض المشاكل عندما كان خارج السجن. وسُجن في قضية سرقة، كان من المفروض أن ينهي العقوبة في 2026، ولكنه فضل الانتحار وتوفي قبل وصوله إلى المستشفى".
ولفت إلى أن "السجون الإيطالية تعيش وضعية صعبة، ما ساهم في تدهور الحالة النفسية للمساجين بحيث أصبحت هشة، وجعلهتم عرضة للإقدام على الانتحار"، مؤكداً أن "عدة منظمات في إيطاليا كانت نبهت إلى خطورة الوضع"، مؤكداً أن "هناك عدة تساؤلات حول غياب الإحاطة الإجتماعية وكذلك الملحقين الإجتماعيين والقنصليات التونسية، وعدم تدخلهم من أجل الضغط على الجانب الإيطالي لتحسين الخدمات داخل السجون، وهو ما جعل العديد من التونسيين يقدمون على الانتحار".
وأضاف الكرباعي: "الملحقون الاجتماعيون يلعبون دوراً مهماً في الحوار مع السجناء، حتى إنهم يتولون تسخير محامين للدفاع عنهم ويقفون على المشاكل النفسية التي يمرون بها، و لكن تونس للأسف غائبة"، مشيراً إلى أنه "منذ سنتين، لا يوجد قنصل تونسي في روما، ولا في مدينة بالارمو ولا في نابولي. وعدة تساؤلات تطرح حول هذا الغياب".
وحول زيارة رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني إلى تونس هذا الأسبوع بدعوة من الرئيس التونسي قيس سعيّد، قال الكرباعي إن "هذه الزيارة ستكون خاطفة وزيارة مجاملة بعد المبادرة التي تقدّم بها رئيس الجمهورية لعقد مؤتمر لمعالجة أسباب الهجرة غير النظامية ووضع حد لهذه الأوضاع غير الإنسانية".
وأضاف أن "إيطاليا تدعم تونس وتحاول لعب دور الوسيط لكي يوافق صندوق النقد الدولي على منح قرض لتونس، لعدة أسباب سياسية ولأنها وجدت أيضاً تعاوناً من السلطة التونسية في ملف الهجرة، وهي كثيراً ما تسوّق أن هناك بداية تراجع لموجات الهجرة داخل إيطاليا من دول شمال أفريقيا، وهذا الخطاب لا يخلو من الكثير من البروباغندا الإعلامية ومن الحسابات السياسية داخل إيطاليا".