أعلنت الأمم المتّحدة، في تقرير أصدرته، أمس الإثنين، حول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، أنّ الأنواع المهاجرة هي من الأكثر تأثراً بالتلوّث البلاستيكي، ودعت إلى اتخاذ إجراءات أكثر للحدّ من نسبة النفايات لحماية هذه الحيوانات، كدلافين المياه العذبة والأفيال.
وتسلّلت الجزيئات البلاستيكية إلى أبعد مناطق الكوكب، واكتُشفت أجزاء صغيرة منها داخل الأسماك في أعماق المحيط الهادئ وفي جليد بحر القطب الشمالي.
وركّزت الدراسة التي أعدّتها اتفاقية الأمم المتحدة لحفظ الأنواع المهاجرة من الحيوانات الآبدة، على آثار البلاستيك على الحيوانات النهرية والبرّية والطيور التي لاحظ الباحثون أنّ تأثّرها بأزمة النفايات المتفاقمة غالباً ما يخضع لتجاهل. وقد تكون هذه المخلوقات أكثر عرضة لآثار البلاستيك والملوثات المرتبطة به كونها تعيش في بيئات مختلفة، منها المناطق الصناعية والملوثة.
وقال الباحثون إنّ التقديرات تشير إلى أنّ اليابسة مصدر نحو 80% من البلاستيك الذي ينتهي به المطاف في المحيطات، إذ تؤدي الأنهار دوراً رئيسياً في نقل هذه النفايات من البرّ إلى البحر.
وصدر التقرير قبل أيّام من المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، الذي سيدعو إلى القضاء على التلوث البلاستيكي في المياه بحلول العام 2030.
📢BREAKING: New UN Report Finds Migratory Species Are Likely Among the Most Vulnerable to Plastic Pollution
— Convention on Migratory Species (CMS) (@BonnConvention) August 31, 2021
It confirms #PlasticPollution impacts land & freshwater CMS-protected species in Asia-Pacifichttps://t.co/25KeoGRpLR
Report is part of @UNEP CounterMeasure II Project pic.twitter.com/fKTITj1yxQ
وقالت الأمينة التنفيذية لاتفاقية حفظ الأنواع المهاجرة من الحيوانات الآبدة آمي فرانكل، إنّ "الإجراءات المتّخذة لمعالجة هذه القضية العالمية كانت أقل بكثير مما هو مطلوب". وأضافت: "لقد كان التركيز حتى الآن على تنظيف محيطاتنا، ولكن هذه الخطوة جاءت متأخّرة أساساً. نحن بحاجة إلى التركيز على الحلول والوقاية من التلوث البلاستيكي من المصدر".
ويسلّط تقرير الأمم المتحدة الضوء على حوضَي نهر الغانج، الذي يمرّ في الهند وبنغلادش، ونهر ميكونغ، الذي يمرّ في الصين وميانمار ولاوس وتايلاند وكمبوديا وفيتنام، اللذين يساهمان معاً بنحو 200 ألف طن من التلوث البلاستيكي في المحيط الهندي والمحيط الهادئ كل عام.
واعتبر أنّ معدات الصيد المرمية في المحيطات تشكّل خطراً كبيراً على الحيوانات البحرية، ويمكن أن تعلق فيه وتحصر تحت الماء بسبب شباك قديمة، ما يشكّل خطراً على دلافين إيراوادي ودلافين نهر الغانج. وأبرز التقرير أنّ الطيور البحرية المهاجرة، كطيور القطرس، قد لا تتمكّن من تمييز البلاستيك من الفريسة عند الطيران فوق المحيط، ويمكن تالياً أن تأكل من طريق الخطأ القطع العائمة، فيتراكم البلاستيك في أحشائها في ما بعد وينتقل إلى صغارها.
وأشار التقرير إلى أنّ الأفيال الآسيوية تشاهد على اليابسة وهي تقتات من مكبات القمامة في سريلانكا وتأكل البلاستيك في تايلاند، لافتاً إلى أن الأنواع في آسيا والمحيط الهادئ تواجه أخطاراً كثيرة، منها فقدان الموائل والصيد الجائر والتلوث الصناعي وتغير المناخ.
أضاف التقرير أنّ "التلوث البلاستيكي، ولو لم يكن أهم عوامل الإجهاد، قد يضيف ضغطاً إضافياً على الأنواع الضعيفة أصلاً". ودعت الأمم المتحدة إلى وضع استراتيجيات لمنع إلقاء البلاستيك في البيئة، والحدّ من النفايات من خلال إعادة التدوير، فضلاً عن بذل جهود أكبر لفهم آثار هذا التلوث على الأنواع المهاجرة.
(فرانس برس)