على وقع الجدل السياسي والقضائي الذي تشهده الساحة اللبنانية منذ يوم أمس الأربعاء، والارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار الأميركي، نُظّمت سلسلة اعتصامات تربويّة للمطالبة بحقوق الأساتذة وإنصافهم، بعدما قارب إضراب التعليم الرسمي ثلاثة أسابيع، من دون أيّة بوادر لحلول حتى الآن. أمرٌ يهدّد مستقبل التلاميذ اللبنانيّين في سيناريو مجحفٍ يتكرّر كلّ عام، وينذر بضياع العام الدراسي وتدمير التعليم الرسمي في لبنان.
الحال ذاتها تنسحب على زملائهم السوريّين، الذين ربط أخيراً المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي اللبنانيّة، عماد الأشقر، قرار عودتهم بعودة التعليم خلال فترة ما قبل الظهر (أي التعليم للبنانيّين).
وما زال قرابة 350 ألف تلميذ لبناني و40 ألف أستاذ (ملاك ومتعاقد) في التعليم الرسمي (الأساسي والثانوي) خارج مقاعد الدراسة، وفق ما ذكرته اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي الأساسي. فلا تعليم رسمياً في لبنان منذ 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وسبق أن نفّذ المعلّمون إضراباً تحذيرياً قبل يومين من بدء عطلة عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة، على أن تكون العودة في التاسع من الشهر الجاري بعد انتهاء العطلة، علماً أنّ الأسبوع التعليمي يقتصر على أربعة أيام، وقد وصل إلى حدّ الاكتفاء بيومين في بعض المدارس خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وذلك بقرارٍ من روابط التعليم الرسمي (الأساسي والثانوي)، الذي وصفته حينها اللجنة الفاعلة بـ"القرار غير التربوي"، ولم تلتزمه.