بجسد هزيل، على درّاجة بسيطة، يتقدّم رجل طاعن في السنّ نحو مجموعة من الشبّان ليعطيهم نصف كيس من الدقيق. هذا الكيس يمثّل قوت يومه، لكنّه قرّر تقديمه إلى جمعية لمصلحة متضرّري زلزال المغرب.
أتى ذلك في تسجيل فيديو يتداوله مغاربة على منصات التواصل الاجتماعي، وقد التُقط في مدينة تيزنيت، وسط المغرب، خلال عملية جمع مساعدات وتبرّعات في إطار مبادرة أطلقها شبّان المدينة، من أجل إرسالها لاحقاً إلى المناطق المتضرّرة من الزلزال.
وثمّة مشاهد مماثلة كثيرة تشاركها الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، تبيّن اتّساع دائرة التضامن في المغرب مع المتضرّرين من الزلزال. علماً أنّ حملات عدّة نظّمتها منظمات خيرية وجمعيات أخرى وأفراد حملات لجمع تبرّعات ومساعدات لهؤلاء المتضرّرين.
وفي تسابق لمدّ يد العون، سارع المغاربة في الاستجابة إلى تنظيم قوافل تضامنية مع متضرّري الزلزال في أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت وورزازات (شمال).
وقد أتت عشرات الشاحنات والمركبات من مختلف البلاد، محمّلة بالمساعدات الغذائية والإغاثية كالأغطية والفرش والملابس. وما زال المغاربة يواصلون جمع المساعدات، من مختلف المواد والاحتياجات الأساسية، بالإضافة إلى مستلزمات شبه طبية وأدوية.
وفي خلال جمع التبرّعات، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور وتسجيلات فيديو توثّق لحظات إقبال المغاربة على المشاركة وتقديم الدعم في الحملات التضامنية.
وفي أحد المشاهد المؤثّرة، اقتربت امرأة من شاب متطوّع في جمع المساعدات وقالت له: "لا أملك شيئاً للتبرّع به، لكنّني أملك خاتم الزواج"، قبل أن تسلّمه إيّاه.
وفي مدينة زاكورة، ظهرت امرأة بلباسها التقليدي وهي تقصد خيمة جمع تبرّعات ومعها قنينة زيت، أرادت تقاسمها مع المتضرّرين من الزلزال.
"عملية أطلس"
في سياق متصل، شارك آلاف المغاربة في حملة وطنية نظّمها مقاولون شباب تحت اسم "عملية أطلس"، بهدف توفير حلّ فعّال لإيصال المساعدات وإغاثة المتضرّرين من الزلزال.
وقال محمد الغيساني، أحد منظمي المبادرة، في بيان، إنّ الحملة استطاعت الوصول إلى 112 قرية منكوبة، عبر مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية.
بنك التغذية
بدورها، ساهمت جمعية بنك التغذية (غير حكومية) في عمليات الدعم بالمواد الغذائية والأغطية، من مدينة الدار البيضاء إلى المناطق المتضرّرة من الزلزال.
وقالت المديرة التنفيذية لبنك التغذية سناء العلوي لوكالة الأناضول إنّ "القافلة الأولى انطلقت إلى إقليم الحوز وحملت 680 غطاء و680 سريراً. أمّا القافلة الثانية، فتوجّهت إلى إقليم تارودانت ومعها 21 طنّاً من المواد الغذائية و1500 غطاء".
وأكدت العلوي أنّه "كما جرت العادة، نحن حاضرون اليوم كبنك التغذية من أجل تقديم المساعدة انطلاقاً من تجربتنا الخاصة والخبرة المتواضعة في تسيير قوافل الدعم".
وأوضحت أنّ ثمّة "عمليات أخرى سوف يستفيد منها أهالي الأقاليم المتضرّرة من الزلزال".
(الأناضول)