التبرعات تنقذ أرواح تونسيين من كورونا

03 يوليو 2021
نقص فادح في التجهيزات الطبية ولا سيما أجهزة التنفس (ياسين جعيدي/الأناضول)
+ الخط -

ساهمت جهود المتبرّعين والمنظمات المدنية في تونس في إنقاذ الأرواح وتخفيف الضغط عن الوحدات الصحية، بعد أن أغرقت عدوى كورونا المستشفيات بالمرضى الباحثين عن جرعات الأكسجين والتعافي من آثار المرض.

ومنذ بدء الجائحة الصحية في مارس/ آذار 2020، ساهم المتبرّعون بسخاء في دعم المستشفيات بالتجهيزات الطبية وآلات التنفس والأسرّة، إلى جانب مواد التعقيم والتحويلات المالية لفائدة الحساب الرسمي الذي فتحته الحكومة لجمع التبرعات والهبات. 

غير أنّ الموجة الرابعة من الوباء، التي كانت الأشد قسوة على التونسيين، استنفرت من جديد جهد المجتمع المدني، الذي كانت تدخلاته حاسمة خلال الأسابيع الأخيرة، لإنقاذ المنظومة الصحية من الانهيار، عبر توفير كميات كبيرة من مكثّفات التنفس الاصطناعي وقوارير الأكسجين المحمولة.

وقالت إيمان الجابري، التي تقود شبكة عزيمة للتطوع المدني، إنّ المتبرّعين كانوا في الموعد في لحظات فارقة، كادت فيها المستشفيات أن تغرق وترتفع أعداد المتوفين بسبب نقص فادح في التجهيزات الطبية، ولا سيما أجهزة التنفس.

وأفادت الجابري في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ التطوّع أنقذ أرواح التونسيين، وأكّدت أنّ المجتمع المدني، عبر الأفراد أو المنظمات الأهلية، لبّى نداءات الاستغاثة التي أطلقتها الوحدات الصحية، وكان على الموعد في ظرف حساس للغاية.

وأشارت المتحدثة إلى أنّ المستشفى الجهوي بباجة، الذي يعاني من تفش قياسي للفيروس، أطلق نداء استغاثة لطلب المساعدة بتوفير مستلزمات طبية وآلات تنفس وخيم لإيواء المرضى ومتطوّعين للتنظيم، مشيرة إلى أنّ كل هذه التجهيزات وفّرها المتبرّعون في وقت قياسي. وأضافت أنّ "الوحدات الصحية تعمل الآن بما وفّره المتبرّعون الذين عوّضوا الدولة والأجهزة الرسمية خلال الموجة الرابعة من الوباء"، معتبرة أنهم كانوا على درجة عالية من السخاء.

كوفيد-19
التحديثات الحية

كذلك ساعد التونسيون في المهجر بلادهم على تخطي الوضع الوبائي الصعب، حيث شكّل المغتربون العديد من المبادرات في أوروبا ودول عربية، لتوفير أجهزة طبية جرى شحنها لتوضع على ذمة المستشفيات.

كما وصلت إلى مستشفى ابن الجزار في محافظة القيروان، الخميس الماضي، هبة تتمثّل في تجهيزات ومعدّات طبّية بقيمة مليون دينار (حوالي 360 ألف دولار) قادمة من سويسرا، تبرّعت بها مؤسسة "فرح للأعمال الخيرية والإنسانية" لطبيب تونسي مقيم هناك.

وتتضمن الهبة 40 سريراً طبياً متطوراً و15 ألف كمامة طبّية، وكراسي لذوي الاحتياجات الخاصة ومعدّات إنعاش طبي وآلات لقياس الحرارة والأكسجين، ومعدّات طبية أخرى لفائدة دار المسنّين في القيروان، لدعم جهود الولاية في مجابهة تفشّي وباء كورونا.

وقال صاحب المبادرة الطبيب ناجح فرح، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية "وات"، إنه يعتزم إرسال دفعة أخرى من المعدّات الطبية لفائدة مستشفيات المحافظات المتضرّرة من الوباء.

 وقالت وزارة الصحة أمس الجمعة، في بلاغ لها، إنها تعمل على تنظيم وتسهيل عمليات التبرع لفائدة الدولة في نطاق دعم المجهود الوطني لمجابهة جائحة كورونا. وأكّدت الوزارة التزام مصالحها بتسهيل التسريح الجمركي للمساعدات العينية المتبرع بها، شريطة إظهار المعني بالأمر وثيقة محرّرة وفق الصيغ المعمول بها في هذا الإطار، تثبت أنّ المساعدات العينية تمّ التبرّع بها في شكل هبة إلى وزارة الصحة.

المساهمون