البكالوريا السورية على شاكلة الجغرافيا

27 يوليو 2024
طلاب يؤدون امتحان البكالوريا في إعزاز (يوسف طلحة/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- لم تعد الجغرافيا السورية موحدة، حيث أصبحت البلاد مقسمة إلى مناطق نفوذ تديرها سلطات مختلفة، مما أثر على التعليم والامتحانات التي تُجرى بلغات متعددة مثل التركية والكردية.

- في الشمال السوري، أعلنت الحكومة المؤقتة عن تعليمات صارمة للطلاب المتقدمين لامتحانات الثانوية، مع تحديد ممنوعات مثل الهواتف والساعات الرقمية، وتضارب مواعيد الامتحانات بين السلطات المختلفة.

- في مناطق الإدارة الذاتية، أعلنت هيئة التربية والتعليم نتائج الشهادتين الإعدادية والثانوية، حيث بلغت نسبة النجاح في البكالوريا 69.1% ولطلاب الصف التاسع 58.9%.

لم تعد الجغرافيا السورية تنتمي إلى دولة موحدة، فمنذ سنوات باتت البلاد عبارة عن رقع على طاولة مناطق النفوذ، وانفراط عقد ضبط سلطة مركزية لكل ما يتطلب قرارات موحدة، وانطبق هذا على التعليم أيضاً. باتت المدرسة وما يرتبط بها من لغات ومناهج وأنظمة وامتحانات تدار كما ترتأي سلطات الأمر الواقع التي لا تعترف الواحدة بالأخرى، وصولاً إلى أن باتت هناك امتحانات باللغات التركية والكردية، وليس باللغة العربية. وباتت كل سلطة يتبع لها جهاز تربوي يضع أسئلة وإجراءات امتحانات نهاية العام الدراسي، وأعلنت الحكومة المؤقتة في الشمال السوري أن العدد الإجمالي للمتقدمين لامتحانات الثانوية 55730 طالباً وطالبة، بينهم 24626 من الذكور، و31104 من الإناث. 
وقبل الامتحانات، عقد الطلاب مع المجلس المحلي اجتماعا اتفقوا خلاله على ثلاث تعليمات وخمسة ممنوعات. أما التعليمات فهي اصطحاب البطاقة الشخصية وبطاقة الامتحان، والحضور إلى مركز الامتحان قبل نصف ساعة على الأقل، وفي اليوم الأول الحضور قبل ساعة، واصطحاب قلم رصاص وممحاة وعبوة ماء. أما الممنوعات فهي اصطحاب الهواتف والساعات الرقمية، واصطحاب الحقائب للإناث، والدخول باللباس العسكري أو اصطحاب السلاح، والبقاء داخل البناء المدرسي بعد انتهاء الامتحان، ومنع إدخال أي كتاب أو ملخص. 
وفي كل عام، يطرح مدرسون وطلاب ملاحظات تخص امتحانات الشهادة الثانوية (البكالوريا)، في المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني (المعارض في شمال غرب سورية والمحسوب على النفوذ التركي)، كان من أبرزها ما يتعلق بتزامن تاريخ وتوقيت بعض الامتحانات التي تجري بإشراف تركي، مع امتحانات منفصلة تجريها الحكومة السورية المؤقتة، ما يشكّل معضلة بالنسبة للطلاب الذين يتقدمون للامتحانين أملاً بالحصول على الشهادتين. 

موقف
التحديثات الحية

وخلال العام الماضي، أقر وزير التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة جهاد حجازي بوجود تضارب، قائلاً: "الأصل أن يتقدم الطالب لامتحان واحد، لكن الطلاب أرادوا تقديم امتحانين من باب الاحتياط، وتوافق التوقيت لم يكن في صالحهم. كان بإمكان الطلاب الاكتفاء بامتحان الحكومة السورية المؤقتة، كون شهادتها معترفاً بها". 
بدورها، أعلنت هيئة التربية والتعليم في مناطق الإدارة الذاتية نتائج الشهادتين الإعدادية والثانوية بفرعيها الأدبي والعلمي لدورة 2023-2024. وقالت الرئيسة المشاركة لهيئة التربية والتعليم في شمال وشرقي سورية سميرة حج علي إن عدد المتقدمين للشهادة الثانوية بلغ 3097 طالبا وطالبة، بينما بلغ عدد المتقدمين لشهادة الصف التاسع 6442، وكانت نسبة النجاح في البكالوريا 69.1%، ولطلاب الصف التاسع 58.9%. 
(باحث وأكاديمي)

المساهمون