البرلمان العراقي: 90 في المائة من منازل النازحين لا تصلح للعيش

23 يوليو 2023
تتفاقم معاناة نازحي العراق مع ارتفاع درجات الحرارة حالياً (إحسان محمد أحمد أحمد/ الأناضول)
+ الخط -

كشفت لجنة الهجرة في البرلمان العراقي، اليوم الأحد، أن نحو 90 في المائة من منازل النازحين في مناطقهم الأصلية غير صالحة للعيش، ما يمنع عودتهم.

ويعد ملف إعمار المناطق المحررة في العراق بين الملفات الشائكة التي تتداخل فيها المصالح السياسية والاقتصادية والأجندات الحزبية، ما جعل الحلول تراوح مكانها مع عدم تحقيق أي تقدم، وأصاب النازحين بيأس من احتمال إعادة الحياة إلى المناطق التي أجبروا على الخروج منها.

وفي تصريح أدلى به لصحيفة "الصباح" الرسمية اليوم الأحد، قال رئيس لجنة الهجرة في البرلمان شريف سليمان: "تأمل الأسر النازحة التي تقطن في مخيمات نزوح في العودة إلى منازلها، لكن غالبية المنازل مدمرة وتفتقر إلى نسبة 90 في المائة من الخدمات، ما أجبر من عاد منهم أو من رغبوا في العودة على التراجع".

تابع سليمان: "تعمل لجنة الهجرة في البرلمان، بالتنسيق مع الجهات المعنية، للنهوض بواقع المناطق المحررة للمساهمة في عودة المهجرين إليها، وندعو الحكومة إلى تعويض النازحين عبر منحهم أموالاً ومساعدات بعد تقييم حجم الخراب الذي لحق بممتلكاتهم التي دمرها تنظيم "داعش"، كي يستطيعوا إعادة تأهيلها".

وسبق أن أعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق وجود أكثر من مليون نازح، إضافة إلى 650 ألفاً في مخيمات إقليم كردستان.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وفي يوليو/ تموز الجاري فقط، اندلع حريقان في مخيمات النزوح بإقليم كردستان طاولا عدداً من الخيم والكرفانات في حدود محافظة السليمانية ومخيم بأربيل.

ويؤكد ناشطون في مجال حقوق الإنسان في العراق أن ملف إعادة تأهيل المناطق المحررة مهمل من الحكومة. ويشيرون إلى أن معاناة النازحين تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة.

ويقول الناشط محمد اسعدي لـ"العربي الجديد": "لم تتخذ الحكومة خطوات لإعادة النازحين أو دعمهم لتخفيف معاناتهم، وزاد ارتفاع درجات الحرارة معاناة النازحين، وتسبب في اندلاع حرائق بمخيماتهم". ويتابع: "يحتاج الملف إلى تحرك إنساني عاجل لدعم من فقدوا منازلهم ويسكنون في خيم، إذ لا يمكن استمرار هذه الحالة والاكتفاء بالتفرج على المعاناة كما يحصل الآن. وواضح أن معاناة النازحين قد تستمر سنوات في ظل هذه الحكومات".

ولم تستطع الحكومات المتعاقبة بعد عام 2014، الذي شهد اجتياح "داعش" عدداً من المحافظات، حسم ملف النازحين لأسباب عدة، بينها سيطرة فصائل مسلحة على مناطق النازحين ومنعهم من العودة، أو بسبب هدم منازلهم وسلبها.

ولم يتلقَ النازحون لاحقاً أي تعويضات حكومية، إذ إنّ ملف إعمار المناطق المهدمة التي نزح أهلها ما زال عالقاً، ولم تخضع غالبيتها لتأهيل.

المساهمون