البرد يدق أبواب مخيمات الشمال السوري: البحث عن التدفئة معاناة مستمرة

13 ديسمبر 2022
92 في المائة من العائلات غير قادرة على تأمين مواد التدفئة (فرانس برس)
+ الخط -

يستخدم خضر أبو محمود الذي يقيم في تجمع مخيمات كفرلوسين بريف إدلب شمال غرب سورية، أغصان وأوراق الزيتون لإشعال المدفأة مع انخفاض درجات الحرارة، ويؤجل تشغيلها لأوقات المساء بعد أن تنخفض درجات الحرارة أدنى من النهار.

وخضر كغيره يعتمد على أغصان الزيتون التي يشتريها، أو ما يجمعه من الأحراش في منطقة عفرين، من أغصان وحطب من أشجار حراجية غير مثمرة تنمو فيها، كما أوضح لـ"العربي الجديد"، مبيناً أن المدفأة لا تستخدم فقط للتدفئة، وإنما تستخدم كموقد أيضاً لطهو الطعام فهي تقلل المصاريف اللازمة لشراء الغاز، قائلاً:" عندما يكون الجو غائما في النهار ودرجات الحرارة مقبولة لا نشعل المدفأة لكن في المساء يصبح ضروريا تشغيلها، الأغصان التي تجمع بعد تقليم أشجار الزيتون والأوراق تعطي الدفء لكنه لا يدوم طويلاً، مع انخفاض درجات الحرارة أكثر يصبح الوضع أشد صعوبة".

غالب النازحين في تجمعات مخيمات دير حسان وحلب لبيه وكفرلوسين بريف إدلب الشمالي، لا قدرة لهم على شراء مازوت التدفئة، ويعتمدون في التدفئة مع انخفاض درجات الحرارة على المواد البلاستيكية التي تجمع من النفايات وأغصان الزيتون وأغصان الأشجار الحراجية، بينما يستخدم البعض أيضاً الإطارات المطاطية التي يقطعونها قطعاً تناسب المدافئ، لكنها تسبب انسداد أنابيب المدافئ وتجعلها بحاجة دورية للتنظيف، عدا عن الروائح الكريهة التي تصدر عن هذه المدافئ والدخان الأسود الكثيف الذي تصدره.

أبو أيمن مدير مخيم صلاح الدين شمالي إدلب، أوضح لـ"العربي الجديد" أن الوضع في المخيم سيئ للغاية والنازحون ضمنه لا تتوفر لديهم أي مواد تدفئة، فليس هناك حطب أو بيرين، وقال: "الكثير من الخيام ليس فيها اسفنج، والوضع يرثى له، والمنظمات الإنسانية لا تقدم أي من مواد التدفئة للمخيم. البرد أتعب الناس، والأغطية التي تتوفر لديهم لا تفي بالغرض لصد البرد".

بدوره أوضح الناشط الإعلامي خضر العبيد لـ"العربي الجديد" أن المخيمات في ريف إدلب الشمالي، معظم سكانها ليس لديهم أي من أنواع مواد التدفئة المعروفة، لافتاً أن دور المنظمات الإنسانية بالاستجابة لفصل الشتاء تراجع بشكل كبير، ففي السابق كان مستوى الاستجابة أفضل وبعض المنظمات كانت توزع أكياس الفحم الحجري، حيث يبلغ وزن الكيس 25 كيلو غرام، أو أكياس من البيرين، لافتاً أن الوضع في الوقت الحالي سيئ، ومخاوف السكان كبيرة من منخفضات جوية تتدنى فيها درجات الحرارة بشكل حاد لتصل دون الصفر المئوية.

وفي تقرير أصدره فريق "منسقو استجابة سورية" على "فيسبوك" أكد أن الكثير من الأسر عاجزة عن تأمين مواد التدفئة مع حلول فصل الشتاء،  بعد ارتفاع أسعار مواد التدفئة بنسبة 25 في المائة بالمقارنة مع العام الماضي. مؤكداً أن 79 في المائة من العائلات لا يتجاوز دخلها 50 دولاراً شهرياً، مبيناً أن نحو 92 في المائة من العائلات غير قادرة على تأمين مواد التدفئة للشتاء المقبل، 78 في المائة منهم من النازحين، حيث تسعى 61 في المائة من العائلات إلى تخفيض احتياجاتها الأساسية في محاولة لتأمين التدفئة لهذا العام، ويقدر عدد النازحين في المخيمات شمال وشمال غرب سورية بحوالي 1.8 مليون نسمة.

المساهمون