البرازيل: تحقيق في أسباب تحطم الطائرة بعد العثور على صندوقها الأسود

10 اغسطس 2024
إجراءات أمنية بعد تحطم الطائرة (إيتور شييريغويني/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تحقيقات وتحليلات أولية:** بدأت السلطات البرازيلية تحقيقاتها في حادث تحطم طائرة "إيه تي آر 72" في ساو باولو، والذي أسفر عن مصرع 61 شخصاً. أظهرت الصور الطائرة وهي تدور ثم تهبط عمودياً قبل أن تصطدم بالأرض وتشتعل.

- **ظروف الطقس والجليد:** أشار تقرير الأرصاد الجوية إلى احتمال تكون الجليد في منطقة فينهيدو، مما قد يكون سبباً محتملاً للتحطم. حذر خبير الطيران ليتو سوزا من أن الظروف الجوية وحدها قد لا تفسر الحادث.

- **ردود الفعل والإجراءات:** أعرب الرئيس البرازيلي عن أسفه للمأساة، وأكدت الشركة المصنعة للطائرة دعمها للتحقيق. تم العثور على الصندوق الأسود في حالة جيدة، وفتح مركز التحقيق والوقاية من حوادث الطيران تحقيقاً شاملاً.

شرعت سلطات البرازيل اليوم السبت، في التحقيق في أسباب تحطّم طائرة في ولاية ساو باولو أمس، ما أدى إلى مصرع جميع ركابها البالغ عددهم 61 شخصاً. وكانت طائرة شركة الطيران المحلية فويباس، وهي من طراز "إيه تي آر 72" ذات المحركين التوربينيين، في طريقها إلى مطار ساو باولو الدولي في غوارولوس وعلى متنها 57 راكباً وأربعة أفراد من الطاقم عندما سقطت في مدينة فينهيدو.

وأظهرت الصور التي سجلها شهود العيان الطائرة، وهي تدور ثم تهبط عمودياً قبل أن تصطدم بالأرض داخل منطقة مسورة، وتترك جسم الطائرة المدمر يحترق. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات بين السكان.

وهطلت الأمطار على عمال الإنقاذ في أثناء انتشال الجثث من مكان الحادث وسط برودة شتاء نصف الكرة الجنوبي. وغادر بعض سكان المجمع السكني المنطقة لقضاء الليل في مكان آخر. وكان هذا أعنف حادث تحطم طائرة في العالم منذ يناير/ كانون الثاني 2023، عندما لقي 72 شخصاً مصرعهم على متن طائرة تابعة لشركة ييتي إيرلاينز في نيبال، والتي تعطلت وتحطمت في أثناء اقترابها من الهبوط. كانت تلك الطائرة أيضاً من طراز "إيه تي آر 72"، وألقى التقرير النهائي باللوم على خطأ الطيار.

وأكد تقرير مركز الأرصاد الجوية في شبكة التلفزيون البرازيلية غلوبو، "احتمال تكون الجليد في منطقة فينهيدو"، ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن خبراء يشيرون إلى الجليد كسبب محتمل للتحطم.

وتحطمت طائرة "إيه تي آر 72-200" من طراز أميركا إيغل في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 1994، وأرجع مجلس سلامة النقل الوطني الأميركي السبب إلى تراكم الجليد في أثناء تحليق الطائرة لتسقط من ارتفاع حوالى 8000 قدم وتصطدم بالأرض، ما أدى إلى مصرع جميع من كانوا على متنها، وعددهم 68 شخصاً. وأصدرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية إجراءات تشغيل لطائرات "إيه تي آر" والطائرات المماثلة، وطلبت من الطيارين عدم استخدام الطيار الآلي خلال الطقس الجليدي.

لكن خبير الطيران البرازيلي ليتو سوزا حذر من أنّ الظروف الجوية وحدها قد لا تكون كافية لتفسير سبب سقوط الطائرة بالطريقة التي سقطت بها يوم الجمعة. وقال سوزا: "تحليل حادث تحطم طائرة فقط بالصور يمكن أن يؤدي إلى استنتاجات خاطئة حول الأسباب. لكننا نستطيع أن نرى طائرة فقدت الدعم، ودون سرعة أفقية. في حالة الدوران المسطح هذه، لا توجد طريقة لاستعادة السيطرة على الطائرة".

وفي حديثه للصحافيين يوم الجمعة في فينهيدو، قال سكرتير الأمن العام في ساو باولو جيليرمي ديريت، إن الصندوق الأسود للطائرة عُثِر عليه في حالة جيدة على ما يبدو.

وأظهرت صور بثتها وسائل إعلام محلية الطائرة، وهي تسقط بسرعة عالية، فيما أظهرت صور أخرى عموداً طويلاً من الدخان يتصاعد من موقع الارتطام في منطقة سكنية. وقالت بلدية فالينهوس التي شاركت في عمليات الإنقاذ في مدينة فينهيدو المجاورة: "ليس هناك ناجون". وأعرب الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن أسفه للمأساة خلال مناسبة رسمية في جنوب البرازيل ووقف دقيقة صمت حداداً على الضحايا.

وقالت الشركة المصنعة الفرنسية الإيطالية، وهي تابعة لمجموعة إيرباص وشركة ليوناردو الإيطالية، في بيان، إنّ "المتخصصين في إيه تي آر ملتزمون تماماً دعم التحقيق الجاري". وبحسب القوات الجوية البرازيلية، فإنّ الرحلة "سارت بشكل طبيعي حتى الساعة 13:20، لكن بعد دقيقة واحدة لم تستجب الطائرة لمكالمات من برج المراقبة، ولم تبلغ أيضاً عن وجودها في حالة طوارئ أو تعرضها لظروف جوية سيئة".

وأضافت أنّ "فقدان الاتصال بالرادار حدث في الساعة 13:22". وقال مسؤول الأمن في ولاية ساو باولو، جيلهيرم ديريت، لصحافيين في الموقع، إن الصندوق الأسود "عثِر عليه بالفعل سليماً على ما يبدو". تقع مدينة فينهيدو على بعد حوالى 80 كيلومتراً شمال غرب ساو باولو ويناهز عدد سكانها 76 ألف نسمة.

وقالت ناتالي سيكاري التي تعيش قرب مكان تحطم الطائرة، لقناة "سي أن أن البرازيل" إن الحادث "مرعب". أضافت: "كنت أتناول الغداء، وسمعت ضجيجاً عالياً جداً بالقرب مني، واعتقدتُ أنها طائرة مسيّرة، لكن الصوت كان أعلى بكثير". وتابعت: "خرجت إلى الشرفة ورأيت الطائرة تحوم. وأدركت أن هذه ليست حركة طبيعية للطائرة".

لم تتعرض سيكاري لأي إصابات، لكنها اضطرت إلى ترك منزلها الذي اجتاحه "دخان أسود" نتيجة الحادث.

من جهته، قال ريكاردو رودريغيز لقناة "باند نيوز" المحلية: "رأيت طائرة تسقط، خارجة عن السيطرة، فوق منزلي تقريباً. وصلت إلى مكان الحادث ورأيت الكثير من الجثث على الأرض". وأوضح مجلس بلدية فينهيدو أن "الجثث يجري نقلها إلى مشرحة". وقالت الشرطة العسكرية في المكان إنّ الحادث لم يوقع إصابات بين السكان في منطقة التحطم، وإن الحريق الناجم عن سقوط الطائرة تمت السيطرة عليه. ونُشرت أيضاً فرق من الإطفاء والدفاع المدني في فينهيدو.

وأوضحت شركة فويباس أنه "لا يوجد تأكيد حتى الآن بشأن ملابسات الحادث". وقال المسؤول في الوكالة الوطنية للطيران المدني لويس ريكاردو دي سوزا ناسيمنتو، في مؤتمر صحافي في برازيليا، إن الطائرة تمتثل لكل المعايير السارية. وفتح مركز التحقيق والوقاية من حوادث الطيران في البرازيل (سينيبا) تحقيقاً في الواقعة. في عام 2007، فشلت طائرة إيرباص "إيه 320" تابعة لشركة "تي إيه إم" البرازيلية في الهبوط بمطار كونغونهاس في ساو باولو واصطدمت بمبنى شحن، ما أدى إلى مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها وعددهم 187، إضافة إلى 12 شخصاً على الأرض. بعد ذلك بعامين، اختفت طائرة إير فرانس من طراز إيرباص "إيه 330-230" بينما كانت تحلق بين ريو دي جانيرو وباريس، فوق المحيط الأطلسي في منطقة مضطربة وعلى متنها 228 شخصاً.

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون